كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 16)

"""""" صفحة رقم 283 """"""
فرآها عمر بن الخطاب وهو في المجلس ، فقال : عرفتك يا سودة - حرصا علىاينزل الحجاب - فانزل الله الحجاب . وفي هذه السنة فرضت الزكاة في المال .
حوادث السنة الخامسة
فيها تزوج رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ريحانة بنت زيد النضرية ، وجويرية بنت الحارث المصطلقية . وفيها زلزلت المدينة ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : ان الله يستعتبكم فأعتبوه . وفيها سابق رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بين الخيل . وقد تقدم ذكر ذلك في الباب الأول من القسم الثالث من الفن الثالث في الجزء التاسع من هذه النسخة . وفيها كانت غزوة بني المصطلق بالمريسيع . وحدث في هذه الغزوة وقائع نذكرها في هذا الموضع ؛ فيها ما وقع بين المهاجرين والأنصار ، وحديث الإفك ، وخبر التيمم .
ذكر ما وقع بين المهاجرين والأنصار في غزوة المريسيع وما قاله عبدالله بن أبي بن سلول المنافق
قال محمد بن إسحاق : لما كان رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) على المريسيع - وهو ماء لبني المصطلق - في نزوله عن غزوته إياهم ، وردت واردة الناس ، ومع عمر بن الخطاب أجيرٌ له من بني غفار ، يقال له جهجاه بن مسعود يقود فرسه ، فازدحم جهجاه وسنا بن وبر الجهني - حليف بني عوف بن الخزرج - على الماء ، فاقتتلأن فصرخ الجني : يا معشر الأنصار وصرخ جهجاه : يا معشر المهاجرين فغضب عبد الله بن أبي ، وعنده رهط من قومه ، فيهم زيد بن أرقم - غلام حدث - فقال : أو قد فعلوها قد نافرونا وكاثرونا في بلادنا والله ما أعدنا وجلابيب قريش هذه إلا كما قال الأول : سمن كلبك يأكلك ؛ أما والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل . ثم أقبل على من حضره من قومه وقال : هذا ما فعلتم بانفسكم أحللتموهم بلادكم ، وقاسمتموهم أموالكم ، والله لو أمسكتم عنهم ما بأيديكم لتحولوا إلى غير داركم .

الصفحة 283