كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 16)

"""""" صفحة رقم 284 """"""
قال : فمشى زيد بن أرقم إلى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فأخبره الخبر ، وعنده عمر بن الخطاب ، فقال عمر : مر به عباد بن بشر فليقتله ؛ فقال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : فكيف يا عمر إذا تحدث الناسامحمداً يقتل أصحابه لأن ولكن أذن بالرحيل ، فارتحل الناس في ساعة لم يكن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يرتحل فيها وجاء عبدالله بن أبي إلى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فحلف بالله : ما قلت ما قال زيد بن أرقم عني ، وما تكلمت به ، فقال من حضر من الأنصار : يا رسول الله ، عسىايكون الغلام أوهم في حديثه ، ولم يحفظ ما قال الرجل .
فلما استقل رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) لقيه أسيد بن حضير فقال : يا نبي الله ، والله لقد رحت في ساعة منكرة ما كنت تروح في مثلها . قال : أو ما بلغك ما قال صاحبكم ؟ قال : أي صاحب ؟ قال : عبد الله بن أبي قال : وما قال يا رسول الله ؟ قال : زعم انهارجع إلى المدينة أخرج الأعز منها الأذل قال : فانت يا رسول الله تخرجهاشئت ، هو والله الذليل وانت العزيز . ثم قال : يا رسول الله ، ارفق به ، فوالله لقد جاء الله بك وا قومه لينظمون له الخرز ليتوجوه ، فانه ليرى انك استلبته ملكا . قال : ثم متن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بالناس يومهم ذاك حتى أمسى ، وليلتهم حتى أصبح ، وصدر يومهم ذلك حتى آذتهم الشمس ، ثم نزل بالناس فلم يلبثوا إل ان اوجدوا مس الأرض فوقعوا نياما . قال : وانما فعل رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ذلك ليشغل الناس عن الحديث الذي كان من عبد الله بن أبي .
قال : ثم هبت ريح شديدة تخوفها الناس ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : لا تخوفوها فانما هبت لموت عظيم من عظماء الكفار . فلما قدموا المدينة وجدوا رفاعة بن زيد بن التابوت أحد بني قينقاع - وكا من عظماء يهود ، وكهفا للمنافقين - مات ذلك اليوم .
ونزلت السورة التي ذكر الله تعالى فيها المنافقين في ابن أبي ومن قال بقوله ، فلما نزلت أخذ رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بأذن زيد بن أرقم ثم قال : هذا الذي أوفى لله بأذنه . وبلغ عبد الله بن عبدالله بن أبي بن سلول ما كان من أمر أبيه ، فقال : يا رسول الله ، انه بلغني انك تريد قتل عبدالله بن أبي فيما بلغك عنه ، فا كنت فاعلاً فمرني به فانا أحمل إليك رأسه ، اني أخشىاتأمر غيري فيقتله فلا تدعني بنفسي انظر إلى قاتل عبد الله يمشي في الناس فأقتله ، فأقتل مؤمنا بكافر فأدخل النار ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : نترفق به ونحسن صحبته ما بقي معنا وكا بعد ذلك إذا أحدث حدثا كان قومه هم

الصفحة 284