كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 16)

"""""" صفحة رقم 285 """"""
الذين يعاتبونه ويعنفونه . فقال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) لعمر بن الخطاب حين بلغه ذلك من شانهم : كيف ترى يا عمر ؛ أما والله لو قتلته يوم قلت لي اقتله لأرعدت له انفٌ لو أمرتها اليوم بقتله لقتلته ، فقال عمر : قد والله علمت لأمر رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) أعظم بركة من أمري .
ومن الحوادث في هذه الغزوة حديث الإفك .
ذكر حديث الإفك وما تكلم به من تكلم من المنافقين وغيرهم فيه وما انزله الله تعالى من براءة عائشة ، وفضل أبيها رضوان الله عليهما
هذا الحديث قد تداوله الرواة وأهل الأخبار والسير ، فمنهم من زاد فيه زيادات كثيرة ، وذكر تحامل من تحامل في أمر الإفك ، وتعصب من تعصب ، فعلمتاإيراد ذلك من أقوالهم يقتضيايصير في نفس من سمعه من أهل السنة شيئاً ممن تكلم عليه بما تكلم ، ولعل ذلك لم يقع ، فرأيت ان أقتصر منه على ما ثبت في صحيح البخاري ، واتصل لنا بالرواية الصحيحة ، وذكرت زيادات ذكرها ابن إسحاق - رحمه الله - ويحتاج إلى إيرادها مما لا ضرر فيه ، نبهت عليها بعد مساق الحديث على ما تقف عيلان شاء الله تعالى . ولنبدأ بحديث البخاري . حدثنا الشيخا المسندا المعمران ؛ شهاب الدين أبو العباس أحمد بن أبي طالب نعمة الصالحي الحجار ، وست الوزراء أم محمد وزيرة بنت القاضي شمس الدين عمر ابن أسعد بن المنجا التنوخية الدمشقيا قراءة عليهما وانا أسمع ، بالمدرسة المنصورية التي هي بين القصرين بالقاهرة المعزية ، في جمادى الأولى سنة خمس عشرة وسبعمائة ، قالا : حدثنا الشيخ سراج الدين أبو عبد الله الحسين بن المبارك بن محمد بن يحيى الزبيدي ، في شوال سنة ثلاثين وستمائة ، بدمشق بالجامع المظفري بسفح جبل قاسيون ، قال : حدثنا أبو الوقت عبد الأول بن عيسى بن شعيب السجزي قراءة عليه ونحن نسمع ببغداد ، في آخر سنة اثنتين وأول سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة ، قال : حدثنا الشيخ أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد بن المظفر الداودي في شوال وذي القعدة سنة خمس وستين وأربعمائة ، قال : اخبرنا أبو محمد

الصفحة 285