كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 16)

"""""" صفحة رقم 286 """"""
عبد الله بن أحمد ابن حمويه السرخسي في صفر سنة إحدى وثلاثين وثلثمائة ، قال : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن يوسف بن مطر الفربري بفربر سنة ست عشرة وثلثمائة ، قال : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم البخاري قراءة عليه بتبريز سنة ثما وأربعين ومائتين ، ومرة في سنة اثنتين وخمسين ، قال : حدثنا يحيى بن بكير ، قال : حدثنا الليث عن يونس عن ابن شهاب ، قال : أخبرني عروة بن الزبير ، وسعيد بن المسيب ، وعلقمة بن وقاص ، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود ، عن حديث عائشة زوج النبي ( صلى الله عليه وسلم ) حين قال لها أهل الإفك ما قالوا فبرأها الله مما قالوا وكل حدثني طائفةً من الحديث ، وبعض حديثهم يصدق بعضا وا كان بعضهم أوعى له من بعض ؛ الذي حدثني عروة عن عائشة زوج النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ؛ اعائشة قالت : كان رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) إذا أرادايخرج أقرع بين أزواجه ، فأيتهن خرج سهمها خرج بها رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) معه ، قالت عائشة : فأقرع بيننا في غزوة غزاها فخرج سهمى فخرجت مع رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بعد ما نزل الحجاب ، فانا أحمل في هودجي وانزل فيه ، فسرنا حتى إذا فرغ رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) من غزوته تلك وقفل ، ودنونا من المدينة قافلين ، آذن ليلةً بالرحيل ، فقمت حين آذنوا بالرحيل ، فمشيت حتى جاوزت الجيش ، فلما قضيت شاني أقبلت إلى رحلي فإذا عقد لي من جزع ظفار قد انقطع ، فالتمست عقدي وحبسني ابتغاؤه ، وأقبل الرهط الذين كانوا يرحلون لي ، فاحتملوا هودجي فرحلوه على بعيري الذي كنت ركبت ، وهم يحسبون اني فيه ، وكا النساء إذ ذاك خفافاً لم يثقلهن اللحم ، انما تأكل العلقة من الطعام ، فلم يستنكر القوم خفة الهودج حين رفعوه ، وكنت جارية حديثة السن ، فبعثوا الجمل وساروا فوجدت عقدي بعدما استمر الجيش ، فجئت منازلهم وليس بها داعٍ ولا مجيبٌ ، فأممت منزلي الذي كنت به ، وظننت انهم سيفقدوني فيرجعون إلي ، فبينما انا جالسة في منزلي غلبتني عيني فنمت ، وكا صفوا بن المعطل السلمي ثم الذكواني من وراء الجيش ، فأدلج فأصبح عند منزلي ، فرأى سواد انسا نائم ، فأتاني فعرفني حين راني ، وكا يراني قبل الحجاب ، فاستيقظت باسترجاعه حين عرفني ، فخمرت وجهي بجلبابي ، ووالله ما

الصفحة 286