كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 16)

"""""" صفحة رقم 288 """"""
رضي الله عنهما حين استلبث الوحي يستأمرهما في فراق أهله . قالت : فأما أسامة بن زيد ، فأشار على رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بالذي يعلم من براءة أهله ، وبالذي يعلم لهم في نفسه من الود فقال يا رسول الله أهلك وما نعلم إلا خيراً وأما علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، فقال : يا رسول الله ، لم يضيق الله عليك ، والنساء سواها كثير ، وا تسأل الجارية تصدقك : قالت : فدعا رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بريرة ، فقال : أي بريرة ، هل رأيت من شيء يريبك ؟ قالت بريرة : لا والذي بعثك بالحق ، ارأيت عليها أمرا أغمصه عليها أكثر من انها جارية حديثة السن تنام عن عجين أهلها فتأتي الداجن فتأكله . فقام رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فاستعذر من عبد الله بن أبي بن سلول ، قالت : فقال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وهو على المنبر : يا معشر المسلمين ، من يعذرني من رجلٍ قد بلغني أذاه في أهل بيتي فوالله ما علمت على أهلي إلا خيرا ولقد ذكروا رجلا ما علمت عيلان لا خيرا وما كان يدخل على أهلي إلا معي . فقام سعد بن معاذ الأنصاري فقال : يا رسول الله ، انا أعذرك منه ؛ اكا من الأوس ضربت عنقه ، وا كان من إخواننا من الخزرج أمرتنا ففعلنا أمرك . قالت : فقام سعد بن عبادة وهو سيد الخزرج ، وكا قبل ذلك رجلا صالحا ولكن احتملته الحمية . فقال لسعد : كذبت ، لعمر الله لا تقتله ، ولا تقدر على قتله ، وقام أسيد بن حضير - وهو ابن عم سعد - فقال لسعد بن عبادة : كذبت لعمر الله لنقتلنه ، فانك منافق تجادل عن المنافقين . فتثاور الحيان : الأوس والخزرج حتى همو ان ايقتتلوا ورسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) قائم على المنبر ، فلم يزل رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يخفضهم حتى سكتوا وسكت . قالت : فبكيت يومي ذلك لا يرقأ لي دمع ، ولا أكتحل بنوم ، قالت : وأصبح أبواي عندي ، وقد بكيت ليلتين ويما لا أكتحل بنوم ولا يرقأ لي دمع ، يظن ان االبكاء فالق كبدي ، فقالت : فبينما هما جالسا عندي وانا أبكي فآستأذنت علي امرأةٌ من الأنصار فأذنت لها فجلست تبكي معي قالت : فبينما نحن على ذلك دخل علينا رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فسلم ثم

الصفحة 288