كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 16)

"""""" صفحة رقم 290 """"""
ان اكُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ . وَيُبَيِّنُ اللهُ لَكُمُ الآيَات وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ . ان الَّذِينَ يُحِبُّونَاتَشِيعَ الْفَاحِشَةُ في الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ ألِيمٌ في الدًّنْيَا وَالآخْرَةِ وَاللَهُ يَعْلَمُ وَانتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ . وَلَوْلاَ فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَا اللهَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ " ، قالت عائشة : فلما انزل الله تعالى هذا في براءتي ، قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه ، وكا ينفق على مسطح بن أثاثة لقرابته وفقره : والله انفق على مسطح شيئا أبدا بعد الذي قال لعائشة - رضي الله عنها - ما قال ، فانزل الله سبحانه وتعالى : " وَلاَ يَأتَلِ أُولُوا الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِايُؤْتُوا أولي الْقُرْبى وَالمْسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرينَ في سبٍيل اللهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا ألاَ تُحِبُّونَايَغْفِرَ اللَهُ لَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ " . قال أبو بكر رضي الله عنه : بلى والله اني أحبايغفر الله لي ، فرجع إلى مسطح النفقة التي كان ينفق عليه ، وقال : والله لا انزعها منه أبدا . قالت عائشة : وكا رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يسأل زينب بنت جحش عن أمري فقال : يا زينب ، ماذا علمت أو رأيت ؟ ، فقالت : يا رسول الله ، أحمى سمعي وبصري ، ما رأيت إلا خيرا قالت : وهي التي كانت تساميني من أزواج رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، فعصمها الله بالورع ، وطفقت أختها حمنة تحارب لها فهلكت فيمن هلك من أصحاب الإفك . انتهى حديث البخاري . سلم رؤيا يبرئني الله بها . قالت : فوالله ما رام رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، ولا خرج أحد من أهل البيت حتى انزل عليه ، فأخذه ما يأخذه من البرحاء ، حتى انه ليتحدر منه مثل الجما من العرق - وهو في يوم شاتٍ - من ثقل القول الذي ينزل عليه ، قالت : فلما سرى عن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، سرى عنه وهو يضحك ، فكانت أول كلمة تكلم بها : يا عائشة ، أما الله فقد براك ، فقالت أمي : قومي إليه ، قالت فقلت : والله لا أقوم إليه ولا أحمد إلا الله عز وجل ، وانزل الله تعالى : " ا الَّذيِنَ جَاءُوا بِالإْفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لاَ تَحْسَبُوهُ شَراً لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الإثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ . لَوْلاَ إذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ المُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بانفُسِهْم خَيْراً وَقَالُوا هَذَا إفْكٌ مُبِينٌ . لَوْلاَ جَاءُوا عَلَيْهِ بِأرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَإذْ لَمْ يَأتُوا بِالشُّهَدَاءِ فَأولَئِكَ عِنْدَ اللهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ . وَلَوْلاَ فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ . إذْ تَلَقَّوْنَهُ بِألْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِنْدَ اللهِ عَظِيمٌ . وَلَوْلاَ إذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَ ان انَتَكَلّمَ بِهَذَا سُبْحَانكَ هَذَا بُهْتا عَظِيمٌ . يَعِظُكُمُ اللهُاتَعُودُوا لِمثْلِهِ أبَد ان اكُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ . وَيُبَيِّنُ اللهُ لَكُمُ الآيَات وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ . ان الَّذِينَ يُحِبُّونَاتَشِيعَ الْفَاحِشَةُ في الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ ألِيمٌ في الدًّنْيَا وَالآخْرَةِ وَاللَهُ يَعْلَمُ وَانتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ . وَلَوْلاَ فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَا اللهَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ " ، قالت عائشة : فلما انزل الله تعالى هذا في براءتي ، قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه ، وكا ينفق على مسطح بن أثاثة لقرابته وفقره : والله انفق على مسطح شيئا أبدا بعد الذي قال لعائشة - رضي الله عنها - ما قال ، فانزل الله سبحانه وتعالى : " وَلاَ يَأتَلِ أُولُوا الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِايُؤْتُوا أولي الْقُرْبى وَالمْسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرينَ في سبٍيل اللهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا ألاَ تُحِبُّونَايَغْفِرَ اللَهُ لَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ " . قال أبو بكر رضي الله عنه : بلى والله اني أحبايغفر الله لي ، فرجع إلى مسطح النفقة التي كان ينفق عليه ، وقال : والله لا انزعها منه أبدا . قالت عائشة : وكا رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يسأل زينب بنت جحش عن أمري فقال : يا زينب ، ماذا علمت أو رأيت ؟ ، فقالت : يا رسول الله ، أحمى سمعي وبصري ، ما رأيت إلا خيرا قالت : وهي التي كانت تساميني من أزواج رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، فعصمها الله بالورع ، وطفقت أختها حمنة تحارب لها فهلكت فيمن هلك من أصحاب الإفك . انتهى حديث البخاري . وروى أبو محمد عبد الملك بن هشام بسنده إلى عروة بن الزبير ، وعبد الله ابن عدب الله بن عتبة ، وعبد الله بن الزبير ، وعمرة بنت عبد الرحمن ، كلهم يحدث عن عائشة - رضي الله عنهم - بنحو هذا الحديث ، وزاد فيه من قول أسامة ابن زيد ؛ فأثنى خيرا وقاله ؛ ثم قال : يا رسول الله ، أهلك ولا نعلم إلا خيرا وهذا هو الكذب والباطل . قال : وأما علي بن أبي طالب فانه قال : يا رسول الله ، ان النساء لكثير ، وانك لقادر علىاتستخلف ، وأسأل الجارية فانها ستصدقك . قال : فدعا رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بريرة ليسألها فقام إليها علي بن أبي طالب فضربها ضرباً شديدا وقال : اصدقي رسول الله . وساق نحو ما تقدم . وقال في خبر الوحي : قالت فوالله ما برح رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) مجلسه حتى تغشاه من الله ما كان يتغشاه ، فسجى بثوبه ، ووضعت له وسادة من أدم تحت رأسه ، فأما انا حين رأيت ما رأيت فوالله ما فزعت ولا باليت ؛ قد عرفت اني منه بريئة ، وا الله غير ظالمي ، وأما أبواي ، فوالذي نفس عائشة بيده ، ما سرى عن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) حتى ظننت لتخرجن انفسهما فرقا منايأتي من الله تحقيق ما قال الناس . وساق الحديث بنحو ما تقدم . ثم قال : قالت ثم خرج رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) إلى الناس فخطبهم ، وتلا عليهم ما انزل عليه من القرا في ذلك ، ثم أمر بمسطح بن

الصفحة 290