كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 16)

"""""" صفحة رقم 291 """"""
أثاثة ، وحسا بن ثابت ، وحمنة بنت جحش ، وكانوا ممن أفصح بالفاحشة فضربوا حدهم ؛ فقال رجل من المسلمين في ذلك :
لقد ذاق حسا الذي كان أهله . . . وحمنة إذ قالوا هجيراً ومسطح
تعاطوا برجم الغيب زوج نبيّهم . . . وسخطة ذي العرش الكريم فأترحوا
وآذوا رسول الله فيها فجللّوا . . . مخازي تبقى عمّموها وفضّحوا
وصبّت عليهم محصداتٌ كانها . . . شآبيب قطّرٍ من ذرى المزن تسفح
وحكى أبو عمر بن عبد البر في ترجمة مسطح - وهو عوف بن أثاثة بن عباد ابن عبد المطلب بن عبد مناف بن قصي ، وأمه سلمى بنت صخر بن عامر خالة أبو بكر الصديق . قال : وذكر الأموي عن أبيه عن ابن إسحاق قال قال أبو بكر يذكر مسطحا :
يا عوف ويحك هلاّ قلت عارفةً . . . من الكلام ولم تتبع بها طمعا
وأدركتك حميّا معشرٍ انفٍ . . . ولم تكن قاطعاً يا عوف من قطعا
هلاّ حربت من الأقوام إذ حسدوا . . . فلا تقول ولو عاينته قذعا
لّما رميت حصاناً غير مقرفةٍ . . . أمينة الجيب لم نعلم لها خضعا
فيمن رماها وكنتم معشرا أفكا . . . في سيئّ القول من لفظ الخنا شرعا
فانزل الله وحياً في براءتها . . . وبين عوفٍ وبين الله ما صنعا
فا أعش أجز عوفاً عن مقالته . . . شرّ الجزاء إذا ألفيته تبعا
ولعل هذا الشعراصح عن أب بكر فيكون قاله قبل نزول قوله تعالى : " وَلاَ يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ " الآية . فانه قد صح ان أبا بكر قال عند نزولها : والله اني أحبايغفر الله لي ، ورجع إلى مسطح النفقة التي كان ينفق عليه ، وقال : والله لا انزعها عنه أبدا .

الصفحة 291