كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 16)

"""""" صفحة رقم 292 """"""
وقال محمد بن إسحاق : حدثني أبي إسحاق بن يسار عن بعض رجال بني النجار : ان أبا أيوب خالد بن زيد ، قالت له امرأته أم أيوب : ألا تسمع ما يقول الناس في عائشة ؟ قال : بلى ، وذلك الكذب ، أكنت يا أم أيوب فاعلة ؟ قالت : لا والله ما كنت لأفعله ؛ قال : فعائشة والله خيرٌ منك . فلما نزل القرا بذكر من قال من أهل الفاحشة ما قال أهل الإفك ، ثم قال : " لَوْلاَ إذْ سَمِعْتُمُوه ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بانفُسِهِمْ خَيْراً " ، أي فقالوا كما قال أبو أيوب وصاحبته .
قال ابن إسحاق : وكا حسا بن ثابت قال شعرا يعرض فيه بصفوا بن المعطل ، فأعترضه صفوا فضربه بالسيف ، ثم قال :
تلقّ ذباب السيّف عنك فانني . . . غلامٌ إذا هوجيت لست بشاعر فوثب ثابت بن قيس بن شماس على صفوا بن المعطل حين ضرب حسا فجمع يديه إلى عنقه بحبل ، ثم انطلق به إلى دار بني الحارث بن الخزرج ، فلقيه عبد الله بن رواحة فقال : ما هذا ؟ قال : أما أعجبك ضرب حسا بالسيف والله ما أراه إلا قد قتله ؛ فقال له عبد الله بن رواحة : هل علم رسو الله ( صلى الله عليه وسلم ) بشيء مما صنعت ؟ قال : لا والله ؛ قال : لقد اجترأت ، أطلق الرجل فأطلقه ، ثم أتوا رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، فذكروا ذلك له ، فدعا حسا وصفوان ، فقال صفوان : يا رسول الله ، آذاني وهجاني ، فحملني الغضب فضربته ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : يا حسان ، أتشوهت على قومياهداهم الله للإسلام ؟ ثم قال : أحسن يا حسا في الذي قد أصابك قال هي لك ؛ فأعطاه رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) عوضا عنها بيرحا - وهي قصر بني حديلة - كانت مالا لأبي طلحة وتصدق بها إلى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، فأعطاها حسا في ضربته ، وأعطاه سيرين - أمةٌ قبطية - فولدت له عبد الرحمن بن حسان . قال : وكانت عائشة رضي الله عنها

الصفحة 292