كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 16)

"""""" صفحة رقم 293 """"""
تقول : لقد سئل عن ابن المعطل فوجدوه رجلا حصورا ما يأتي النساء ، ثم قتل بعد ذلك شهيدا رضي الله عنه .
وقال حسا بن ثابت يعتذر من الذي كان منه في شا عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها :
حصا رزا ما تزنّ بريبةٍ . . . وتصبح غرثى من لحوم الغوافل
عقيلة حيٍّ من لؤيّ بن غالبٍ . . . كرام المساعي مجدهم غير زائل
مهذّبةٌ قد طيّب الله خيمها . . . وطهّرها من كلّ سوءٍ وباطل
فإن كنت قد قلت الذي قد زعمتم . . . فلا رفعت سوطي إلى أناملي
وكيف وودّى ما حييت ونصرتي . . . لآل رسول الله زين المحافل
له رتبٌ عالٍ على الناس كلّهم . . . تقاصر عنها سورة المتطاول
فا الذين قد قيل ليس بلائطٍ . . . ولكنه قول امرئٍ بي ماحل
وقد روينا عن البخاري رحمه الله بالإستاذ المتقدم ، قال : حدثنا محمد بن يوسف ، قال : حدثنا سفيا عن الأعمش عن أبي الضحى عن مسروق عن عائشة رضي الله عنها قالت : جاء حسا بن ثابت يستأذن عليها قلت : أتأذنين لهذا ؟ قالت : أو ليس قد أصابه عذاب عظيم ؟ قال سفيان : تعنى ذهاب بصره ، فقال :
حصا رزا ما تزنّ بريبةٍ . . . وتصبح غرثى من لحوم الغوافل
قالت : لكن انت .
وعن مسروق أيضا قال : دخل حسا على عائشة فشبب فقال : حصا رزا . . . . . . البيت . قالت : لست كذلك ، قلت : تدعين هذا يدخل عليك وقد انزل الله : " وَالّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ " ؟ قالت : وأي عذاب أشد من العمى وقد كان يرد عن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) .

الصفحة 293