كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 16)

"""""" صفحة رقم 294 """"""
ذكر خبر التيمم
من أهل العلم من ذهب إلىاآية التيمم انزلت في غزوة المريسيع ، ومنهم من ذهب إلى انها انزلت في غيرها . روى أبو عبد الله محمد البخاري رحمه الله بسنده عن عائشة زوج النبي ( صلى الله عليه وسلم ) قالت : خرجنا مع رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) في بعض أسفاره حتى إذا كنا بالبيداء - أو بذات الجيش - انقطع عقد لي ، فأقام رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) على التماسه ، وأقام الناس معه وليسوا على ماء ، فأتى الناس إلى أبي بكر الصديق فقالوا : ألا ترى ما صنعت عائشة ؟ أقامت برسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) والناس ، وليسوا على ماء ، وليس معهم ماء . فجاء أبو بكر رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) واضعٌ رأسه على فخذي قد نام ، فقال : حبست رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) والناس ، وليسوا على ماء ، وليس معهم ماء ؟ فقالت عائشة : فعاتبني أبو بكر ، وقال ما شاء اللهايقول ، وجعل يطعنني بيده في خاصرتي ، فلا يمنعني من التحرك إلا مكا رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) على فخذي ، فقام رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) حين أصبح على غير ماء ، فانزل الله آية التيمم فتيمموا فقال أسيد بن الحضير : ما هي بأول بركتكم يا آل أبي بكر . قالت : فبعثنا البعير الذي كنت عليه ، فأصبنا العقد تحته .
حوادث السنة السادسة
فيها كانت غزوة الحديبية ، وبيعة الرضوان ، وهدنة قريش ، على ما نذكر ذلك كله في الغزوات ان شاء الله تعالى ، وفيها قحط الناس ، فأستسقى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بالناس في شهر رمضا فسقوا وفيها هاجرت أم كلثوم .
ذكر هجرة أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط ، وما انزل الله تعالى في هجرة النساء
لما رجع رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) من غزوة الحديبية ، بعداحلت الهدنة ، وتقررت القضية ، وكا فيما وقع عيلان لصلح : انه من جاء إلى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) من قريش بغير إذن وليه رده إليهم ، ورد من رد من رجال المسلمين ، على ما نذكر ذلكاشاء الله

الصفحة 294