كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 16)

"""""" صفحة رقم 295 """"""
في الغزوات . ثم هاجرت أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط إلى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) في تلك المدة ، فخرج أخواها عمارة والوليد ، ابنا عقبة ، حتى قدما على رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يسألأنهايردها عليهما بالعهد الذي بينه وبين قريش ، فلم يفعل ؛ وذلك ان الله عز وجل انزل : " يَأيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إذَا جَاءَكُمُ الْمُؤمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَأمْتَحِنُوهُنَّ اللهُ أعْلَمُ بِإيَمانهِنَّ فَا عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلاَ تَرِجْعُوهُنَّ إلَى الْكُفَّارِ لاَ هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلاَ هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ وَآتُوهُمْ مَا انفَقُوا وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ أن تَنْكِحُوهَنَّ إذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أجُورَهُنَّ وَلاَ تُمْسِكُوا بِعِصِمِ الْكَوَافِرِ وأسْألُوا مَأ انفَقْتُمْ وَلْيَسْألُوا مَا انفَقُوا ذَلِكُمْ حُكْمُ اللهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ وَاللَهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ . وَا فَاتَكُمْ شَيْءٌ مِنْ أزْوَاجِكُمْ إلَى الْكُفَّارِ فَعَاقَبْتُمْ فَآتُوا الَّذِينَ ذَهَبَتْ أزْوَاجُهُمْ مِثْلَ مَا انفَقُوا وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي انتُمْ بِهِ مُؤْمِنُونَ " ، فمنع رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) النساء لذلك ، وأمر برد صدقاتهن إليهماهم ردوا على المسلمين صدقات من حبسوا عنهم من نسائهم .
قال ابن إسحاق : ولما انزل الله تعالى قوله : " وَلاَ تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ " ، كان ممن طلق عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، طلق امرأتيه قريبة ابنة أبي أمية ابن المغيرة ، فتزوجها بعده معاوية بن أبي سفيان ، وأم كلثوم بنت جرول أم عبيد الله ابن عمر الخزاعية ، فتزوجها أبو جهم بن حذيفة بن غانم ، وكانوا إذ ذاك على شركهم . والله أعلم .
حوادث السنة السابعة
فيها تزوج رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) أم حبيبة بنت أبي سفيان ، وصفية بنت حي بن أخطب ، وميمونة بنت الحارث الهلالية . وفيها أسلم أبو هريرة - واسمه في الجاهلية عمير بن عامر بن عبد ذي الشرى ، وفي الإسلام عبد الرحمن بن صخر الدوسي ، وأسماؤه كثيرة بحسب ما ورد من اختلاف أقوال الرواة ، وقد صححوا ما ذكرناه ، والله أعلم - وعمرا بن حصين . وفيها حرمت الحمر الأهلية ، ومتعة النساء على ما نذكر ذلكاشاء الله في غزوة خيبر . وفيها بعث رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) الرسل إلى الملوك ، وقدم حاطب بن أبي بلتعة من عند المقوقس بمارية بنت شمعون القبطية أم إبراهيم عيلان لسلام وأختها شيرين . وفيها قدم جعفر بن أبي طالب ومن كان قد بقي من المهاجرين بأرض الحبشة ، وقد تقدم ذكرهم .

الصفحة 295