كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 16)
"""""" صفحة رقم 296 """"""
حوادث السنة الثامنة
فيها ولد إبراهيم بن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) من مارية . وفيها توفيت زينب بنت رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) . وفيها وهبت سودة زوج النبي ( صلى الله عليه وسلم ) يومها لعائشة رضي الله عنها حين أراد طلاقها . وفيها عمل منبر رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، وخطب عليه .
ذكر اتخاذ رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) المنبر وخطبته عليه
روى محمد بن سعد في طبقاته الكبرى بسنده عن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال : كان رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يخطب يوم الجمعة إلى جذع في المسجد قائما فقال : ان القيام قد شق علي ، فقال له تميم الداري : ألا أعمل لك منبرا كما رأيت يصنع بالشام ؟ فشارو رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) المسلمين في ذلك ، فرأو ان ايتخذه ، فقال العباس بن عبد المطلب : الي غلاماً يقال له كلاب أعمل الناس ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : مرهايعمله ، فأرسله إلى أثلة بالغابة فقطعها ثم عمل منها درجتين ومقعدا ثم جاء به فوضعه في موضعه اليوم ، فجاء رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فقام عليه وقال : منبري هذا على ترعة من ترع الجنة ، وقوائم منبري رواتب في الجنة . وعن سهل بن سعد وقد سئل عن منبر رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) من أي عود هو ؟ فقال : أرسل رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) إلى فلأنة - امرأة سماها - فقال : مري غلامك النجار يعمل لي أعواداً أكلم الناس عليها فعمل هذه الثلاث درجات من طرفاء الغابة ، فأمر رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بوضعه في هذا الموضع . وقد روى عن باقوم الرومي انه قال : صنعت لرسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) منبرا من طرفاء ، ثلاث درجات : القعدة ودرجتيه ؛ رواه عنه صالح مولى التوءمة . حكاه أبو عمر في ترجمة باقوم . ولما انتقل رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) إليه كان من حنين الجذع ما نذكرهاشاء الله تعالى في معجزاته ( صلى الله عليه وسلم ) .
وفي هذه السنة أسلم عمرو بن العاص ، وخالد بن الوليد ، وعثما بن طلحة ، على ما نشرح ذلك .
دخل في الاسلام
ذكر إسلام عمرو بن العاص وخالد بن الوليد وعثمان بن طلحة
كان سبب إسلامهم على ما حكاه محمد بن إسحاق بسنده يرفعه إلى عمرو بن
الصفحة 296
318