كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 16)

"""""" صفحة رقم 299 """"""
رواية عنها قالت : كان رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يشرب عسلا عند زينب بنت جحش ، ويمكث عندها فتواطأت انا وحفصة على أيتنا دخل عليها فلتقل له : أكلت مغافير ، اني أجد منك ريح مغافير ، قال : لأن ولكني كنت أشرب عسلا عند زينب بنت جحش فلن أعود له ، وقد حلفت لا تخبري بذلك أحدا فانزل الله تعالى : " يَأيُّهَا النَّبيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أحَلَّ اللهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاةَ أزْوَاجِكَ وَاَللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ " .
وروى مسلم بن الحجاج في صحيحه بسنده عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : كنا معشر قريش قوما نغلب النساء ، فلما قدمنا المدينة وجدنا قوما تغلبهم نساؤهم ، فطفق نساؤنا يتعلمن من نسائهم ، وكا منزلي في بني أمية بن زيد بالعوالي ، فتغضبت يوما على امرأتي ، فإذا هي تراجعني ، فانكرتاتراجعني ، فقالت : ما تنكر ان أراجعك ؟ فوالله ان أزواج النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ليراجعنه ، وتهجره إحداهن اليوم إلى الليل ، فانطلقت فدخلت على حفصة فقلت : أتراجعين رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ؟ فقالت : نعم فقلت : أتهجره إحداكن إلى الليل ؟ قالت : نعم ، فقلت : قد خاب من فعل ذلك منكن وخسر ، أفتأمن إحداكنايغضب الله عليها لغضب رسوله ( صلى الله عليه وسلم ) فإذا هي قد هلكت لا تراجعى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ولا تسأليه شيئا وسليني ما بدا لك ، ولا يغرنكاكانت جارتك هي أوسم وأحب إلى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) منك ، يريد عائشة .
ومن رواية البخاري قال : خرجت حتى دخلت على أم سلمة لقرابتي منها فكلمتها فقالت أم سلمة : عجباً لك يا بن الخطاب ؟ دخلت في كل شيء حتى تبتغياتدخل بين رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وأزواجه ، فأخذتني والله أخذاً كسرتني عن بعض ما كنت أجد ، فخرجت من عندها . رجعنا إلى حديث مسلم - قال عمر : وكا لي جار من الأنصار فكنا نتناوب النزول إلى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فينزل يوما وانزل يوما فيأتيني بخبر الوحي وغيره ، وآتيه بمثل ذلك ، وكنا نتحدثاغسا تنعل الخيل لغزونا فنزل صاحبي ، ثم أتاني عشاء فضرب بابي ، ثم ناداني فخرجت إليه ، فقال : حدث أمرٌ عظيم ، فقلت : ماذا أجاءت غسا ؟ قال : لأن بل أعظم من ذلك وأطول ، طلق النبي ( صلى الله عليه وسلم ) نساءه ، فقلت : قد خابت حفصة وخسرت ، وقد كنت أظن هذا كائنا حتى إذا صليت الصبح شددت على ثيابي ، ثم نزلت فدخلت على حفصة وهي تبكي ، فقلت : أطلقكن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ؟

الصفحة 299