كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 16)

"""""" صفحة رقم 300 """"""
فقالت : لا أدري ، ها هو ذا معتزل في هذه المشربة ، فأتيت غلاماً له أسود فقلت : استأذن لعمر ، فدخل ثم خرج إلي فقال : قد ذكرتك له فصمت ، فانطلقت حتى انتهيت إلى المنبر فجلست ، فإذا عنده رهطٌ جلوس يبكي بعضهم ، فجلست قليلا ثم غلبني ما أجد ، ثم أتيت الغلام فقلت : استأذن لعمر ، فدخل ثم خرج إلي ، فقال : قد ذكرتك له فصمت ، فوليت مدبرا فإذا الغلام يدعوني ، فقال : ادخل فقد أذن لك ، فدخلت فسلمت على رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، فإذا هو متكئ على رمل حصير قد أثر في جبنه ، فقلت : أطلقت يا رسول الله نساءك ؟ فرفع رأسه إلي وقال : لا فقلت : الله أكبر ، لو رأيتنا يا رسول الله ، وكنا معشر قريش قوما نغلب النساء ، فلما قدمنا المدينة وجدنا قوماً تغلبهم نساؤهم ، فطفق نساؤنا يتعلمن من نسائهم ، فتغضبت على امرأتي يوما فإذا هي تراجعني ، فانكرتاتراجعني ، فقالت : ما تنكر ان أراجعك ؟ فوالله ان أزواج النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ليراجعنه وتهجره إحداهن اليوم إلى الليل ، فقلت : قد خاب من فعل ذلك منهن وخسر ، أفتأمن إحداهنايغضب الله عليها لغضب رسوله ( صلى الله عليه وسلم ) فإذا هي قد هلكت ، فتبسم رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، فقلت : يا رسول الله ، قد دخلت على حفصة فقلت : لا يغرنكاكانت جارتك هي أوسم منك وأحب إلى رسول الله منك ، فتبسم أخرى .
ومن رواية البخاري - قال عمر : فقصصت على رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) هذا الحديث ، فلما بلغت حديث أم سلمة تبسم رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، ولم يذكر التبسم فيما قبلها .
قال مسلم في حديثه : فقلت أستانس يا رسول الله ؟ قال : نعم فجلست فرفعت رأسي في البيت ، فوالله ما رأيت فيه شيئا يرد البصر إلا أهباً ثلاثة ، فقلت : ادع الله يا رسول اللهايوسع على أمتك ، فقد وسع على فارس والروم وهم لا يعبدون الله ، فاستوى جالسا ثم قال : أفي شك انت يأبن الخطاب ، أولئك قوم عجلت لهم طيباتهم في الحياة الدنيا فقلت : استغفر لي يا رسول الله ، قال : وكا أقسم ألا يدخل عليهن شهرا من شدة موجدته عليهن حتى عاتبه الله عز وجل .
وعن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت : لما مضى تسع وعشرون ليلة دخل على رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) - بدأ بي - فقلت : يا رسول الله ، انك أقسمت ألا تدخل علينا شهرا وانك دخلت من تسع وعشرين ، أعدهن ؟ فقال : ان الشهر تسع وعشرون ثم

الصفحة 300