كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 16)

"""""" صفحة رقم 303 """"""
على خلقٍ لم تلف أمّاً ولا أباً . . . عليه ولم تدرك عيلان خاً لكا
ويروى :
على خلقٍ لم تلف يوماً أباً له . . . عليه وما تلفى عيلان باً لكا
فا انت لم تفعل فلست بآسفٍ . . . ولا قائل إمّا عثرت : لعا لكا ؟ وبعث بها إليه ، فلما أتت بجيراً كرهايكتمها رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) لما سمع قوله سقاك بها المأمون : صدق وانه لكذوب ، انا المأمون ولما سمع قوله على خلقٍ لم تلف أماً ولا أباً عليه قال : أجل لم يلف عيلان باه ولا أمه فكتب بجير إلى كعب :
من مبلغٌ كعباً فهل لك في التي . . . تلوم عليها باطلاً وهي أحزم
إلى الله لا العزّى ولا اللاّت وحدهفتنجو إذا كان النّجاء وتسلم
لدى يوم لا ينجو وليس بمفلتٍ . . . من الناس إلا طاهر القلب مسلم
فدين زهيرٍ وهو لا شيء دينه . . . ودين أبي سلمى علىّ محرّم
قال : فلما بلغ كعباً كتاب أخيه ضاقت به الأرض ، وأشفق على نفسه ، وأرجف به من كان في حاضره من عدوه ، فقالوا : هو مقتول ، فقال قصيدته التي يمدح فيها رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، وذكر فيا خوفه ، وإرجاف الوشاة به من عدوه ، وخرج حتى قدم المدينة ، فنزل على رجل كانت بينه وبينه معرفة من جهينة ، فغدا به إلى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) حين صلى الصبح فصلى معه ، ثم أشار الجهني لكعب إلى رسول اله ( صلى الله عليه وسلم ) ، فقال : هذا رسول الله فقم إليه فأستأمنه ، فقام حتى جلس إليه ، فوضع يده في يده ، وكا رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) لا يعرفه ، فقال : يا رسول اللهاكعب بن زهير قد جاء ليستأمن مكة تائبا مسلما فهل انت قابل منه ان انا جئتك به ؟ فقال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : نعم فقال : انا يا رسول الله كعب بن زهير ، فوثب رجل من الأنصار وقال : يا رسول الله ، دعني وعدو الله أضرب عنقه ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : دعه عنك ، فانه قد جاء تائبا نازعا . قال :

الصفحة 303