كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 16)

"""""" صفحة رقم 304 """"""
فغضب كعب على هذا الحي من الأنصار لما صنع به صاحبهم ، وانشد كعب قصيدته ؛ وهي :
بانت سعاد فقلبي اليوم متبول . . . متيّمٌ عندها لم يجز مكبول
وما سعاد غداة البين إذ برزت . . . إلا أغنّ غضيض الطّرف مكحول
هيفاء مقبلةً عجزاء مدبرةً . . . لا يشتكي قصرٌ منها ولا طول
تجلو عوارض ذي ظلم إذا ابتسمت . . . كانه سهلٌ بالرّاح معلول
شجّت بذي شمٍ من ماء محنيةٍ . . . صافٍ بأبطح أضحى وهو مشمول
تنفي الرّياح القذى عنه وأفرطه . . . من صوب غاديةٍ بيضٌ يعاليل
ويل أمّها خلّةً لو انها صدقت . . . بوعدها أو لو ان النّصح مقبول
لكنها خلّةٌ قد سيط من دمها . . . فجعٌ وولعٌ وإخلافٌ وتبديل
فما تقوم على حالٍ تكون به . . . كما تلون في أثوابها الغول
كانت مواعيد عرقوبٍ لها مثلاً . . . وما مواعيدها إلاّ الأباطيل

الصفحة 304