كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 16)

"""""" صفحة رقم 309 """"""
شمّ العرانين أبطالٌ لبوسهم . . . من نسج داود في الهيجا سرابيل
بيضٌ سوابغ قد شكّت لها حلقٌ . . . كانها حلق القفعاء مجدول
ليسوا مفاريحانالت رماحهم . . . قوما وليسوا مجازيعاً إذا نيلوا
لا يقع الطّعن إلاّ في نحورهم . . . وما لهم عن حياض الموت تهليل
قال ابن إسحاق : فلما قال كعب في قصيدته : إذا عرد السود التنابيل ، وانما أراد معشر الأنصار ، وخص المهاجرين من قريش بمدحته ، غضبت الأنصار عليه ، فقال بعد ذلك يمتدح الأنصار من قصيدة له :
من سرّة كرم الحياة فلا يزل . . . في مقنبٍ من صالحي الأنصار
ورثوا المكارم كابراً عن كابرٍ . . . ا الخيار هم بنو الأخيار
المكرهين السّمهريّ بأذرعٍ . . . كسوالف الهنديّ غير قصار
والناظرين بأعينٍ محمرّةٍ . . . كالجمر غير كليلة الإبصار
والبائعين نفوسهم لنبيّهم . . . للموت يوم تعانقٍ وكرار
يتطهّرون يرونه نسكا لهم . . . بدماء من علقوا من الكفّار

الصفحة 309