كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 16)

"""""" صفحة رقم 31 """"""
به ؛ فأعطاه الحارثي ناقته فركبها وقدم المدينة عشاء ، فإذا غلما يضربون كرة ، فعرف ابن أخيه ، فقال للقوم : هذا ابن هاشم ؟ قالوا نعم ، فبلغ أمه انه جاء ليأخذه فقالت : والله لوالك مالاً مثل أحد ما أعطيتك إياه ، فقال : لا انصرف حتى أخرج به ؛ ان ابن أخي قد بلغ ، وهو غريب عن قومه . فيقال انها دفعته إليه فأخذه بإذنها . وقيل انه أخذه اختلاسا وأعانه على أخذه رجل من خزاعة . وقال ابن سعد في طبقاته عن محمد بن واقد الأسلمي : اثابت بن المنذر ابن حرام ، وهو أبو حسا بن ثابت الشاعر ، قدم مكة معتمرا فلقى المطلب ، وكا له خليلأن وكا المطلب قد ولى السقاية والرفادة بعد موت هاشم ، فقال له ثابت : لو رأيت ابن أخيك شيبة فينا لرأيت جمالاً وهيبةً وشرفاً ؛ لقد نظرت إليه ، وهو يناضل فتياناً من أخواله ، فيدخل مرماتيه جميعاً في مثل راحتي هذه ، ويقول كلما خسق : انا ابن عمرو العلى فقال المطلب : لا أمسى حتى أحرج إليه فأقدم به ، فخرج فورد المدينة ، فنزل في ناحية ، وجعل يسأل عنه حتى وجده يرمي في فتيا من أخواله ، فلما رآه عرف شبه أبيه فيه ، ففاضت عيناه ، وضمه إليه وكساه حلةً يمانية ، وانشأ يقول :
عرفت شيبة والنّجّار قد حفلت . . . أبناؤها حوله بالنّبل تنتضل
عرفت أجلاده منا وشيمته . . . ففاض منّي عليه وابلٌ سبل

الصفحة 31