كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 16)

"""""" صفحة رقم 310 """"""
دربوا كما دربت ببطن خفيّةٍ . . . غلب الرّقاب من الأسود ضواري
وإذا حللت ليمنعوك إليهم . . . أصبحت عند معاقل الأغفار ضربوا علياً يوم بدرٍ ضربةً . . . دانت لوقعتها جميع نزار
لو يعلم الأقوام علمي كلّه . . . فيهم لصدّقني الذين أمارى
قومٌ إذا خوت النجوم فانهم . . . للطارقين النازلين مقارى
قال ابن هشام : ويقال : ارسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) قال له حين انشد بانت سعاد فقلبي اليوم متبول : لولا ذكرت الأنصار بخير ، فا الأنصار لذلك أهل .
ذكر حج أبي بكر الصديق رضي الله عنه بالناس وأذان علي رضي الله عنه بسورة براءة
قال : وفي ذي القعدة سنة تسع من الهجرة ، بعث رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) أبا بكر الصديق رضي الله عنه أميرا على الحاج ليقيم للمسلمين حجهم ، والناس من أهل الشرك على منازلهم من حجهم ، فخرج أبو بكر رضي الله عنه ومن معه من المسلمين ، ثم نزلت سورة براءة في نقض ما بين رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وبين المشركين من العهد الذي كانوا عليه فيما بينهم وبينه ، ألا يصد عن البيت أحدٌ جاءه ولا يخاف أحدٌ في الشهر الحرام ، وكا عهدا عاماً بينه وبين الناس من أهل الشرك ، فدعا سول الله ( صلى الله عليه وسلم ) علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقال : اخرج بهذه القصة من صدر براءة ، فأذن في الناس يوم النحر إذا اجتمعوا بمنًى انه لا يدخل الجنة كافر ، ولا يحج بعد العام مشرك ، ولا يطوف بالبيت عريان ، ومن كان له عند رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) عهد فهو له إلى مدته فخرج علي ابن أبي طالب رضي الله عنه على ناقة رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) العضباء حتى أدرك أبا بكر الصديق رضي الله عنه بالطريق ، فلما رآه أبو بكر رضي الله عنه قال : أمير أو مأمور ؛ قال : بل مأمور ،

الصفحة 310