كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 16)

"""""" صفحة رقم 311 """"""
ثم مضيا فأقام أبو بكر رضي الله عنه للناس حجهم ، وذلك في ذي القعدة ، حتى إذا كان يوم النحر قام علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، فأذن في الناس بما أمره به رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ؛ فقال : أيها الناس ، انه لا يدخل الجنة كافر ، ولا يحج بعد العام مشرك ، ولا يطوف بالبيت عريان ، ومن كان له عند رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) عهد فهو له إلى مدته وأجل الناس أربعة أشهرٍ من يوم أذن فيهم ليرجع كل قوم إلى مأمنهم وبلادهم ، ثم لا عهد لمشرك ولا ذمة إلا أحد كان له عند رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) عهد إلى مدة فهو له إلى مدته ، فلم يحج بعد ذلك العام مشرك ، ولم يطف بالبيت عريان ، ثم قدما على رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) .
حوادث السنة العاشرة
فيها كانت حجة الوداع ، سنذكره ان اشاء الله تعالى في حج رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) . وفيها نزل في يوم جمعة قوله عز وجل : " الْيَوْمَ أكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتي وَرَضِيتُ لَكُمْ الإْسْلاَمَ دِيناً " . وفيها نزلت : " يَأيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أيْمانكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ " الآية . وكانوا لا يفعلونه قبل ذلك . وفيها مات إبراهيم بن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) في شهر ربيع الأول . وفي كل سنة من هذه السنين العشر غزوات وسرايا ووقائع تذكر إن شاء الله تعالى في مواضعها ؛ والله المستعان الهادي .

الصفحة 311