كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 16)

"""""" صفحة رقم 33 """"""
رضي الله عنه قال : قال عبد المطلب ؛ اني لنائم في الحجر ، إذ أتاني آتٍ فقال : احفر طيبة قال : قلت : وما طيبة ؟ قال : ثم ذهب عني ؛ فلما كان الغد رجعت إلى مضجعي فنمت فيه ، فجاءني فقال : احفر زمزم ، قال : قلت وما زمزم ؟ قال : لا تنزف أبداً ولا تدم ، تسقى الحجيج الأعظم ، وهي بين الفرث والدم ، عند نقرة الغراب الأعصم ، عند قرية النمل . قال : فلما بين له شانها ودل على موضعها وعرف انه قد صدق ، غدا بمعوله ، ومعه ابنه الحارث ، وليس له يومئذ ولدٌ غيره فحفر ، فلما بدا لعبد المطلب الطي كبر ، فعرفت قريش انه قد أدرك حاجته ، فقاموا إليه فقالوا : يا عبد المطلب ، انها بئر أبينا إسماعيل ، وا لنا فيها حقا فأشركنا معك فيها قال : ما انا بفاعل ، اهذا الأمر قد خصصت به دونكم ، وأعطيته من بينكم ، قالوا له : فانصفنا فانا غير تاركيك حتى نخاصمك فيها قال : فاجعلوا بيني وبينكم من شئتم أحاكمكم إليه ، قالوا : كاهنة بني سعد بن هذيم ، قال نعم . وكانت بمعا من أشراف الشام فركب عبد المطلب ومعه نفر من بني أبيه من بني عبد مناف ، وركب من كل قبيلة من قريش نفرٌ والأرض إذ ذاك مفاوز ، فخرجوا حتى إذا كانوا ببعض تلك المفاوز بين الحجاز والشام ، فني ماء عبد المطلب وأصحابه ، فظمئوا حتى أيقنوا

الصفحة 33