كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 16)

"""""" صفحة رقم 35 """"""
النمل ، حيث ينقر الغراب غداً . فغدا عبد المطلب ومعه ابنه الحارث ، فوجد قرية النمل ، ووجد الغراب ينقر عندها بين الوثنين : إساف ونائله : اللذين كانت قريش تنحر عندهما ذبائحها فجاء بالمعول ، وقام ليحفر حيث أمر ، فقامت إليه قريش حين رأوا جده فقالوا : والله لا نتركك تحفر بين وثنينا هذين اللذين ننحر عندهما ؛ فقال عبد المطلب لأبنه الحارث : ذدعني حتى أحفر ، فوالله لأمضين لما أمرت به ، فلما عرفوا انه غير نازع خلوا بينه وبين الحفر وكفوا عنه ، فلم يحفر إلا يسيراً حتى بدا له الطي ، فكبر وعرف انه قد صدق ، فلما تمادى به الحفر وجد فيها غزالين من ذهب ، وهما الغزالأن اللذا دفنت جرهم فيها حين خرجت من مكة ، ووجد فيها سيوفاً قلعيةً وأدراعا فقالت له قريش : لنا معك في هذا شرك وحق ، قال : لأن ولكن هلم إلى أمرٍ نصفٍ بيني وبينكم ؛ نضرب عليها بالقداح ، قالوا : وكيف نصنع ؟ قال : أجعل للكعبة قدحين ، ولي قدحين ، ولكم قدحين ، فمن خرج قدحاه على شيءٍ كان له ، ومن تخلف قدحاه فلا شيء له ، قالوا : انصفت ، فجعل قدحين أصفرين للكعبة ، وقدحين أسودين له ، وقدحين أبيضين لقريش ، ثم أعطوها صاحب القداح الذي يضرب بها عند هبل ، وهبل صنم في جوف الكعبة ، وهو أعظم أصنامهم ، وقام عبد المطلب يدعو ، وضرب صاحب القداح ، فخرج الأصفرا على الغزالين للكعبة ، وخرج الأسودا على الأسياف والأدراع لعبد المطلب ، وتخلف قدحا قريش ؛ فضرب عبد المطلب الأٍسياف باباً للكعبة ، وضرب في الباب الغزالين ، فكان أول ذهب حليته الكعبة . وقيل انه جعل القفل والمفتاح من ذهب الغزالين . وعن محمد بن عمرو بن واقد قال : كانت جرهم حين أحسوا بالخروج من مكة دفنوا غزالين وسبعة

الصفحة 35