كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 16)

"""""" صفحة رقم 36 """"""
أسياف قلعية ، وخمسة أذراعٍ سوابغ ، فوجدها عبد المطلب .
هذا خبر حفر زمزم وما وجد فيها وقد تقدم ذكر سبب خبر ردمها في أثناء أخبار قصي بن كلاب ؛ فلنذكر من أخبار عبد المطلب خلاف ذلك . والله الموفق للصواب .
ذكر خبر استسقاء عبد المطلب لبني قيس عيلان وهذيل ومن معهم
حكى الزبير بن بكار في انساب قريش وبني هاشم ، وبني عبد المطلب قال : روى إبراهيم بن محمد الشافعي عن أبيه ، عن الوليد بن خالد المخزومي ، عن سعد بن حذافة الجمحي ، عن محمد بن عطية العوفي ، عن رجل من هذيل قال : قحطت بلاد قيس ، وأجدبت فلم تصبهم سماء يعقد بها الثرى ، ولا ينبت بها الكلأ ، فذاب الشحم ، وذهب اللحم ، وتهافتوا ضراً وهزلأن فاجتمعوا للمشورة وإجالة الرأي ، وقد عزموا على الرحلة وانتجاع البلاد ، فقالت فرقة منهم : انتجعوا بلاد سعد وبطن العشر ، وقالت فرقة أخرى : اتميماً عددٌ كثير لا يفضل منهم ما يكفيكم ، وقالت فرقة أخرى : لينتجع كل ولد أبٍ منكم ولد أب من غيركم ، واعقدوا معهم حلفاً تشركونهم به في ربعهم ؛ فقام رجل حسن الوجه ، مجتمع الخلق ، جيد الرأي ، فقال : يا بني عيلأن ، انكم قد أصبحتم في أمرٍ ليس بالهزل ؛ هذا أمر عظيمٌ خطره ، متباعدٌ أمره ؛ قد بلغن ان اعبد المطلب بن هاشم سيد البطحاء استسقى فسقى ، ودعا فأجيب ، واستجير به فأجار ، فاجعلوا قصدكم إليه ، ووفادتكم عليه ، فا ذلك أوكد للسبب ، وأوجه في الطلب . قالوا : أحسن الرأي ، فرحلت قيس وهذيل ، ومن دنا

الصفحة 36