كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 16)

"""""" صفحة رقم 37 """"""
منهم حتى أتوا عبد المطلب ، فقالوا : أفلح الوجه أبا الحارث نحن ذووا أرحامك الواشجات ، أصابتنا سنون مجدبات ، أهزلن السمين ، وانفذن المعين ، وقد بلغنا خبرك ، وبا لنا أمرك ، وكلاماً نحو هذا .
فقال : موعدكم جبل عرفات ، ثم خرج في بنيه وبنى أمية حتى أتى جبل عرفات ، فصعد الجبل فقال : اللهم رب الريح العاصف ، والرعد القاصف ، والبرق الخاطف ، منشئ السحاب ، ومالك الرقاب ، ذي المنن العظام ، والأيادي الجسام ؛ هذه مضر خير البشر ، تشكو سوء الحال ، وشدة الإمحال ، قد احدودبت ظهورها وغارت عيونها وشعثت شعورها وقد خلفوا نساء ضلعا وصبياناً رضعا وبهائم رتعاً . فآتهم اللهم ريحاً جرارة ، وسحاباً درارة ، تضحك أرضهم ، وتكشف ضرهم . فما فرغ من كلامه حتى نشأت سحابة دكناء فيها ودق شديد ، فقال : هي هي ، ثم قال يا معشر مضر ، ارجعوا فقد سقيتم ، فرجعوا واخضرت أرضهم ، وكثرت مياههم . هذا ما أورده الزبير بن بكار راوي هذه القصة ، والله أعلم . وكانت بعد ان استسقى لقريش ، وذلك بعد مولد رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، وسنذكر ذلكاشاء الله تعالى مستوفىً في المبشرات برسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بعد هذا . والله تعالى عز وجل أعلم .
ذكر نذر عبد المطلب نحر ابنه وخروج القداح على عبد الله والد رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وفدائه
قال محمد بن سعد في طبقاته الكبرى ، عن محمد بن عمر بن واقد الأسلمي بسند رفعه إلى عبد الله بن عباس وغيره رضي الله عنهم : اعبد المطلب بن هاشم لما رأى قلة أعوانه في حفر زمزم نذر لئن أكمل الله له عشرة ذكور حتى يراهم يذبح أحدهم ، فلما تكاملوا عشرة وهم : الحارث ، والزبير ، وأبو طالب ، وعبد الله ، وحمزة ، وأبو لهب ، والغيداق ، والمقوم ، وضرار ، والعباس . هكذا نقل محمد ابن سعد ، وعد من العشرة حمزة والمقوم ؛ ويرد هذا العدد ما روىاعبد المطلب

الصفحة 37