كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 16)

"""""" صفحة رقم 38 """"""
لم يتزوج أم حمزة إلا بعد الفداء ، وقد عد محمد بن السائب الكلبي أولاد عبد المطلب الذكور اثني عشر ، فيهم المغيرة ، وقثم ؛ وعدهم الزبير بن بكار ثلاثة عشر فيهم عبد الكعبة ، وحمزة ، والمقوم ، والمغيرة ؛ هؤلاء الثلاثة إخوةٌ أشقاء كلهم لهالة بنت وهيب ، وزواج عبد المطلب هالة هذه كان بعد الفداء على ما حكاه ابن سعد أيضاً عن الواقدي ، ولعل العشرة تكمل بقثم وعبد الكعبة . والله تعالى أعلم .
فلنرجع إلى سياقة خبر محمد بن سعد قال : فلما تكاملوا عشرةً جمعهم ، ثم أخبرهم بنذره ، ودعاهم إلى الوفاء لله به ، فما اختلف عليه منهم أحد ، وقالوا : أوف بنذرك ، وافعل ما شئت ، فقال : ليكتب كل رجل منكم اسمه في قدحه ففعلوا فدخل عبد المطلب في جوف الكعبة وقال للسادن : اضرب بقداحهم فضرب ، فخرج قدح عبد الله أولها وكا عبد المطلب يحبه فأخذ بيده يقوده إلى المذبح ومعه الدية فبكى بنات عبد المطلب وكن قياما وقالت إحداهن لأبيها : أعذر فيه با تضرب في إبلك السوائم التي في الحرم ، فقال للسادن : اضرب عليه بالقداح ، وعلى عشرة من الإبل ، وكانت الدية يومئذٍ عشرة من الإبل ، فضرب فخرج القدح على عبد الله ، فجعل يزيد عشراً عشرا كل ذلك يخرج القدح على عبدالله حتى كملت مائة ، فضرب بالقداح فخرج على الإبل ، فكبر عبد المطلب والناس معه ، واحتمل بنات عبد المطلب أخاهن عبد الله ، وقدم عبد المطلب الإبل فنحرها بين الصفا والمروة ، وخلى بينها وبين كل من وردها من انسىً أو سبعٍ أو طائر ، لم يذب عنها أحدا ولم يأكل منها هو ولا أحدٌ من ولده شيئاً .
قال ابن عباس رضي الله عنهما : كانت الدية يومئذٍ عشراً من الإبل ، وعبد المطلب أول من سن دية النفس مائةً من الإبل ، فجرت في قريش والعرب مائة ، وأقرها رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) على ما كانت عليه .
هذا ما أورده محمد بن سعد في طبقاته . وقال أبو محمد عبد الملك بن هشام في السيرة : قال ابن إسحاق : وكا عبد المطلب قد نذر حين لقى من قريش ما لقي عند حفر زمزم : لئن ولد له عشرة نفر ، ثم بلغوا معه حتى يمنعوه ، لينحرن أحدهم لله تعالى عند الكعبة ، فلما توافى بنوه عشرة ، وعرف انهم سيمنعونه جمعهم ثم

الصفحة 38