كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 16)

"""""" صفحة رقم 39 """"""
أخبرهم بنذره ، ودعاهم إلى الوفاء لله بذلك ، فأطاعوه وقالوا كيف نصنع ؟ قال : ليأخذ كل رجل منكم قدحا ثم ليكتب فيه اسمه ، ثم ائتوني ، ففعلوا ثم أتوه ، فدخل بهم على هبل في جوف الكعبة ، وكا هبل على بئر في جوف الكعبة ، وكانت تلك البئر هي التي يجمع فيها ما يهدى للكعبة ، وكا عند هبل قداحٌ سبعة ، كل قدح منها فيه كتاب ، قدح فيه العقل إذا اختلفوا في العقل من يحمله منهم ضربوا بالقداح السبعة ، فعلى من خرج قدح العقل حمله ؛ وقدحٌ فيه نعم للأمر إذا أرادوه يضرب به في القداح ، فا خرج قدح نعم عملوا به ؛ وقدحٌ فيه لأن فا خرج ذلك القدح لم يفعلوا ذلك الأمر ؛ وقدح فيه منكم ؛ وقدح فيه ملصق ؛ وقدح فيه من غيركم ؛ وقدح فيه المياه إذا أرادو ان ايحفروا للماء ضربوا بالقداح فيها ذلك القدح ، فحيثما خرج عملوا به . وكانوا إذا أرادو ان ايختنوا غلاماً أو ينكحوا منكحا أو يدفنوا ميتا أو شكوا في نسب أحدهم ، ذهبوا إلى هبل وبمائة درهم وجزور ، فأعطوها صاحب القداح الذي يضرب بها ثم قربوا صاحبهم الذي يريدون به ما يريدون ، ثم قالوا : يا إلهنا هذا فلأن بن فلأن قد أردنا به كذا وكذا فأخرج الحق فيه ، ثم يقولون لصاحب القداح : اضرب فا خرج عليه منكم كان منهم وسيطا وا خرج عليه من غيركم كان حليفا وا خرج عليه ملصق كان على منزلته فيهم ، لا نسب له ولا حلف ، وا خرج في شيء مما سوى هذا مما يعملون به نعم عملوا به ، وا خرج عليه لا أخروه عامه ذلك حتى يأتوه به مرة أخرة ؛ ينتهون في أمورهم إلى ذلك مما خرجت به القداح ؛ فقال عبد المطلب لصاحب القداح : اضرب على بني هؤلاء بقداحهم هذه ، وأخبره بندره الذي نذره ، فأعطاه كل رجل منهم قدحه الذي فيه اسمه ، وكا عبد الله بن عبد المطلب أصغر بني أبيه ، وهو أحب ولده إليه ، وهو أبو رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، فلما أخذ صاحب القداح القداح ليضرب بها قام عبد المطلب عند هبل يدعو الله ، ثم ضرب

الصفحة 39