كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 16)

"""""" صفحة رقم 40 """"""
صاحب القداح فخرج القدح على عبد الله ، فأخذ عبد المطلب بيده وأخذ الشفرة ، ثم أقبل إلى إساف ونائلة ليذبحه ، فقامت إليه قريش من انديتها فقالوا : ماذا تريد يا عبد المطلب ؟ قال : أذبحه ، فقالت له قريش وبنوه : والله لا تذبحه حتى تعذر فيه ؛ لئن فعلت هذا لا يزال الرجل يأتى بابنه حتى يذبحه ، فما بقاء الناس على هذا ؟ وقال له المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن يقظة - وكا عبد الله ابن أخت القوم - : لا تذبحه حتى تعذر فيه ، فا كان فداؤه بأموالنا فديناه ، وقالت له قريش وبنوه : لا تفعل ، وانطلق به إلى الحجاز فا به عرافةً لها تابعٌ فسلها ثم انت على رأس أمرك ، ان أمرتك بذبحه ذبحته ، وان أمرتك بأمرٍ لك وله فيه مخرج قبلته ، فانطلقوا حتى قدموا المدينة فوجدوها - فيما يزعمون - بخيبر ، فركبوا إليها حتى جاءوها فسألوها وقص عليها عبد المطلب خبره وخبر ابنه ، فقالت لهم : قد جاءني الخبر ، كم الدية فيكم ؟ قالوا : عشرٌ من الإبل ، قالت : فارجعوا إلى بلادك وقربوا عشراً من الإبل ، ثم اضربوا عليها وعليه بالقداح ، فا خرجت على صاحبكم فزيدوا من الإبل حتى يرضى ربكم ، وا خرجت على الإبل فانحروها عنه ، فقد رضى ربكم ونجا صاحبكم ، فخرجوا حتى قدموا مكة وفعلوا ذلك ، والقداح تقع على عبد الله ، وعبد المطلب يزيد عشراً عشرا وهو قائم يدعو حتى بلغت الإبل مائة ، فخرج القدح على الإبل ، فقالت قريش ومن حضر : قد انتهى ، رضى ربك يا عبد المطلب ، فقال عبد المطلب : لا والله حتى أضرب عليه بالقداح ثلاث مرات ، فضربوا على عبد الله وعلى الإبل ، وعبد المطلب قائمٌ يدعو ، فخرج القدح في كل مرة على الإبل ، فنحرت عند ذلك . وذكر نحو ما تقدم .
ذكر زواج عبد الله بن عبد المطلب آمنة بنت وهب أم النبي ( صلى الله عليه وسلم )
روى محمد بن سعد عن محمد بن عمر بن واقد بسندٍ يرفعه ، قال : كانت آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب ، في حجر عمها وهيب بن عبد مناف ،

الصفحة 40