كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 16)

"""""" صفحة رقم 42 """"""
نوفل تكنى أم قتال ، وهي أخت ورقة بن نوفل . ومنهم من يقول : هي فاطمة بنت مر الخثعمية ، وقيل غيرها . ونحن نذكر ما قالوه في ذلك .
فأما عبد الملك بن هشام فقال : لما انصرف عبد المطلب يوم الفداء آخذاً بيد ابنه عبد الله ، فمر به على امرأةٍ من بني أسد ، وهي أخت ورقة بن نوفل ، وهي عند الكعبة ، فقالت له حين نظرت إلى وجهه : أين تذهب يا عبد الله ؟ قال : مع أبي ، قالت : لك مثل الإبل التي نحرت عنك وقع على الأن . قال : انا مع أبي ، ولا أستطيع خلافه ولا فراقه ، فخرج به عبد المطلب حتى أتى وهب ابن عبد مناف . وذكر خبر زواجه بآمنة ، وانه وقع عليها كما ذكرناه انفاً .
قال : ثم خرج من عندها فأتى المرأة التي عرضت عليه ما عرضت ، فقال لها : مالك لا تعرضين علي اليوم ما كنت عرضت علي بالأمس ؟ قالت له : فارقك النور الذي كان معك بالأمس ، فليس لي بك اليوم حاجة .
وقال الواقدي : هي قتيلة بنت نوفل . وعن ابن عباس رضي الله عنهما : انها امرأةٌ من بني أسد ، وهي أخت ورقة .
قال الواقدي : كانت تنظر وتعتاف ، فمر بها عبد الله فدعته يستبضع منها ولزمت طرف ثوبه فأبى وقال : حتى آتيك ، وخرج مسرعاً حتى دخل على آمنة فوقع عليها فحملت برسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، ثم رجع إلى المرأة وهي تنتظره فقال : هل لك في الذي عرضت علي ؟ فقالت : لا . مررت وفي وجهك نورٌ ساطع ، ثم رجعت وليس فيه ذلك النور .
قال : وقال بعضهم قالت : مررت وبين عينيك غرة مثل غرة الفرس ، ورجعت وليس هي في وجهك .
وقال محمد بن عمر بن واقد ، عن هشام بن محمد بن السائب الكلبي ، عن أبيه ، عن أبي الفياض الخثعمي ، قال : مر عبد الله بأمرأة من خثعم يقال لها : فاطمة بنت مر ، وكانت من أجمل الناس وأشبه وأعفه ، وكانت قد قرأت الكتب ، وكان

الصفحة 42