كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 16)

"""""" صفحة رقم 43 """"""
شباب قريش يتحدثون إليها فرأت نور النبوة في وجه عبد الله فقالت : يا فتى من انت ؟ فأخبرها قالت : هل لكاتقع علي وأعطيك مائةً من الإبل ؟ فنظر إليها وقال :
أمّا الحرام فالممات دونه . . . والحلّ لا حلّ فأستبينه
فكيف بالأمر الذي تنوينه
ثم مضى إلى امرأته آمنة ، فكان معها ثم ذكر الخثعمية وجمالها وما عرضت عليه ، فأقبل عليها فلم ير منها من الإقبال عيلان خراً كما رآه منها أولأن فقال : هل لك فيما قلت لي ؟ فقالت : قد كان ذاك مرةً فاليوم لأن فذهبت مثلأن وقالت : أي شيء صنعت بعدي ؟ قال : وقعت على زوجتي آمنة ، قالت : اني والله لست بصاحبة زنية ، ولكني رأيت نور النبوة في وجهك ، فأردتايكون ذلك في ، وأبى الله يجعله حيث جعله .
وبلغ شباب قريش ما عرضت على عبد الله وتأبيه عليها فذكروا ذلك لها فكان يقول :
اني رأيت مخيلة عرضت . . . فتلألأت بحناتم القطر
فلمأتها نوراً يضيء له . . . ما حوله كإضاءة الفجر
ورأيته شرفاً أبوء به . . . ما كلّ قادح زنده يورى
لله ما زهريةٌ سلبت . . . ثوبيك ما استبلت وما تدرى
وقالت أيضاً :
بنى هاشم قد غادرت من أخيكم . . . أمينة إذ للباه يعتلجان
كما غادر المصباح بعد خبوه . . . فتائل قد ميثت له بدهان

الصفحة 43