كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 16)

"""""" صفحة رقم 44 """"""
وما كلّ ما يحوي الفتى من تلاده . . . بحزمٍ ولا ما فاته لتوان
فأجمل إذا طالبت أمراً فانه . . . سيكفيكه جدا يصطرعان
ستكفيكه إمّا يدٌ مقفيلة . . . وإمّا يدٌ مبسوطةٌ ببيان
ولما قضت منه أمينة ما قضت . . . نبا بصرى عنه وكلّ لساني
وعن أبي يزيد المدني قال : نبئتاعبد الله أبا رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) أتى على امرأة من خثعم فرأت بين عينيه نوراً ساطعاً إلى السماء فقالت : هل لك في ؟ قال : نعم حتى أرمي الجمرة ، فانطلق فرمي الجمرة ، ثم أتى امرأته آمنة بنت وهب ، ثم ذكر الخثعمية فأتاها فقالت : هل أتيت امرأةً بعدي ؟ قال نعم ، امرأتي آمنة بنت وهب ، قالت : فلا حاجة لي فيك ، انك مررت وبين عينيك نور ساطعٌ إلى السماء ، فلما وقعت عليها ذهب ؛ فأخبرها انها قد حملت بخير أهل الأرض . وقال محمد بن إسحاق : حدثني أبي إسحاق بن يسار ، انه حدثاعبد الله انما دخل على امرأة كانت له مع آمنة بنت وهب ، وقد عمل في طين له ، وبه آثار من الطين ، فدعاها إلى نفسه فأبطأت عليه لما رأت عليه من آثار الطين ، فخرج من عندها فتوضأ وغسل ما كان به من ذلك الطين ، ثم خرج عامداً إلى آمنة فمر بها فدعته فأبى عليها وعمد إلى آمنة فدخل عليها ؛ فأصابها فحملت بمحمد رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، ثم مر بأمرأته تلك فقال لها : هل لك ؟ قالت : لا . مررت بي وبين عينيك غرة ، فدعوتك فأبيت ، ودخلت على آمنة فذهبت بها .
قال ابن إسحاق : وزعمو ان اامرأته تلك كانت تحدث : انه مر بها وبين عينيه مثل غرة الفرس ، قالت : فدعوته رجاءاتكون تلك بي ، فأبى علي ، ودخل على آمنة فأصابها فحملت برسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، أوسط قومه نسبا وأعظمهم شرفاً من قبل أبيه وأمه . والله الفعال .
ذكر حمل آمنة برسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وما رأته ، وما قيل لها
حملت به ( صلى الله عليه وسلم ) أيام التشريق في شعب أبي طالب عند الجمرة الوسطى ، رواه

الصفحة 44