كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 16)

"""""" صفحة رقم 45 """"""
أبو عمر بن عبد البر عن الزبير بن بكار ، وحكاه غيره أيضاً .
وقيل حملت به في دار وهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب .
وروى محمد بن عمر بن واقد الأسلمي قال : حدثني علي بن يزيد ، بن عبد الله ، بن وهب بن زمعة عن أبيه ، عن عمته قالت : كنا نسمعارسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) لما حملت به آمنة بنت وهب كانت تقول : ما شعرت اني حملت به ، ولا وجدت له ثقلة كما تجد النساء ، إلا اني قد انكرت رفع حيضتي ، فربما كانت ترفعني وتعود ؛ وأتاني آتٍ ، وانا بين النائم واليقظا فقال : هل شعرت انك حملت ؟ فكاني أقول ما أدري ، فقال : انك قد حملت بسيد هذه الأمة ونبيها وذلك يوم الإثنين ، قالت : فكان ذلك مما يقن عندي الحمل ، ثم أمهلني حتى إذا دنت ولادتي أتاني ذلك الآتي فقال : قولي : أعيذه بالواحد الصمد ، من شر كل حاسد . قالت : فكنت أقول ذلك .
وفي رواية محمد بن إسحاق انه قيل لها : انك قد حملت بسيد هذه الأمة ، فإذا وقع إلى الأرض فقولي : أعيذه بالواحد ، من شر كل حاسد ، ثم سميه محمداً .
وفي رواية أخرى : امرت أمه وهي حامل برسول الله ( صلى الله عليه وسلم )اتسميه أحمد . قالت أمه : فذكرت ذلك لنسائي ، فقلن لي : تعلقي حديداً في عضديك وفي عنقك ، قالت : ففعلت ، فلم يكن يترك علي إلا أياما فأجده قد قطع ، فكنت لا أتعلقه .
وعن الزهري قال : قالت آمنة : لقد علقت به ، فما وجدت له مشقة حتى وضعته .
قال ابن إسحاق : ورأت حين حملت به انه خرج منها نورٌ رأت به قصور بصرى من أرض الشام . قد تواترت الأخبار الصحيحة بذلك .
وحكى الشيخ الإمام أبو عبد الله محمد بن أحمد القرطبي في كتاب الأعلام

الصفحة 45