كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 16)

"""""" صفحة رقم 47 """"""
النجار ، فأقام عندهم مريضاً شهرا ومضى أصحابه فقدموا مكة ، فسألهم عبد المطلب عن عبد الله ، فقالوا : خلفانه عند أخواله وهو مريض ، فبعث إليه عبد المطلب ولده الحارث ، فوجده قد توفى ودفن في دار النابغة ، وهو رجل من بني عدي بن النجار ، فرجع إلى أبيه فأخبره ، فوجد عليه عبد المطلب وإخوته وأخواته وجداً شديدا ورسول الله صلى الله عيه وسلم يومئذ حملٌ .
ولعبد الله يوم توفى خمس وعشرون سنة .
قال الواقدي : هذا هو أثبت الأقاويل : والرواية في وفاة عبد الله وسنه عندنا .
وعن هشام بن السائب الكلبي عن أبيه ، وعن عوانة بن الحكم قالا : توفي عبد الله بن عبد المطلب بعد ما أتى على رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ثمانيةٌ وعشرون شهرا ويقال سبعة أشهر ، وقيل شهران .
قال محمد بن سعد : والأول أثبت . وقال السهيلي : وأكثر العلماء على انه كان في المهد ، قال : ذكره الدولابي وغيره . والله تعالى أعلم .
قال الواقدي : وترك عبد الله بن عبد المطلب أم أيمن ، واسمها بركة ، وخمسة أجمالٍ أوارك ، يعني تأكل الأراك ، وقطعة غنم ؛ فورث ذلك رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) . والله خير الوارثين .
ذكر مولد رسول الله ( صلى الله عليه وسلم )
ولد رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بمكة شرفها الله تعالى ؛ قال الزبير بن بكار : ولد ( صلى الله عليه وسلم ) في الدار التي كانت لمحمد بن يوسف أخي الحجاج . قال القرطبي رحمه الله في كتاب الأعلام له : ان الدار كانت في الزقاق المعروف بزقاق المولد ، وكانت في مهاجر رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) في يد عقيل بن أبي طالب ثم في أيدي ولده ، ثم اشتراها محمد بن

الصفحة 47