كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 16)

"""""" صفحة رقم 48 """"""
يوسف الثقفي من ولد عقيل ، فأدخل البيت في دارٍ بناها وسماها البيضاء ، فكان البيت في الدار إلىاحجت الخيزرا أم الهادي والرشيد ، فأخرجت البيت وجعلته مسجداً يشرع في زقاق المولد .
وكا مولده ( صلى الله عليه وسلم ) عام الفيل بعد قدوم أصحاب الفيل بخمس وخمسين ليلة ، في يوم الاثنين من شهر ربيع الأول ، قيل لليلتين خلتا منه ، وقيل أول اثنين منه من غير تعيين ، وقيل ولد في شهر رمضا لأثنتي عشرة ليلةً خلت منه ، وهو العشرون من نيسا سنة ثمانمائة واثنتين للإسكندر ذي القرنين .
والمشهور انه ولد في شهر ربيع الأول ؛ فيقول القائل : كيف يمكناتكون حملت به في أيام التشريق ، وولد في شهر ربيع الأول ، والمدة بينهما إما أربعة أشهر ، أو ستة عشر شهرا ولم ينقل إلينا انه ( صلى الله عليه وسلم ) ولد لأقل من تسعة أشهر ولا أكثر منها ؟ فالجواب ان الحج إذ ذاك لم يكن محصوراً في ذي الحجة ، بل قد ثبت ان أبا بكر الصديق رضي الله عنه حج بالناس في السنة التاسعة من الهجرة ، ووافق الحج في ذي القعدة ، فلما حج رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) حجة الوداع في السنة العاشرة ، خطب فقال في خطبته : أل ان االزما قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض ، السنة اثنا عشر شهرا منها أربعة حرم : ثلاثةٌ متواليات ، ذو القعدة ، وذو الحجة ، والمحترم ، ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان ، فيمكنايكون الحج لما حملت آمنة برسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وافق في جمادى الآخرة ؛ ولا يمتنع هذا والله أعلم .
وروي عن ابن عباس رضي الله عنهم ان اآمنة بنت وهب قالت : لقد علقت به ، تعني رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، فما وجدت له مشقة حتى وضعته ؛ فلما فصل منى خرج منه نورٌ

الصفحة 48