كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 16)

"""""" صفحة رقم 50 """"""
نوح ، وخلة إبراهيم ، ولسا إسماعيل ، ورضا إسحاق وفصاحة صالح ، وحكمة لوط ، وبشرى يعقوب ، وجمال يوسف ، وشدة موسى وطاعة يونس ، وجهاد يوشع ، وصوت داود ، وحب دانيال ، ووقار إلياس وعصمة يحيى ، وزهد عيسى ؛ واغمسوه في جميع أخلاق النبيين عليه وعليهم السلام . ثم انجلت عني في أسرع من طرفة العين ، فإذا به قد قبض على حريرةٍ خضراء مطويةٍ طياً شديدا ينبع من تلك الحريرة ماءٌ معين ، وإذا قائل يقول : بخٍ بخٍ قبض محمدٌ ( صلى الله عليه وسلم ) على الدنيا كلها لم يبق خلقٌ كثيرٌ من أهلها إلا دخل في قبضته طائعاً بإذن الله . ولا حول ولا قوة إلا بالله .
وعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما عن أبيه ، قال : ولد رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) مختوناً مسرورا قال : وأعجب ذلك عبد المطلب ، وحظى عنده ، فقال : ليكونن لأبني هذا شان .
وفي رواية : لما ولدت آمنة رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، أرسلت إلى جده عبد المطلب ، فجاء البشير وهو جالس في الحجر مع ولده ورجالٍ من قومه ، فاخبرهاآمنة ولدت غلاما فسر بذلك ، وقام هو ومن معه ، فدخل عليه ، فأخبرته بكل ما رأت ، وما قيل لها فيه ، وما أمرتاتسميه . قال : فأخذه عبد المطلب فأدخله الكعبة ، وقام عندها يدعو الله ، ويشكر ما أعطاه . قال الواقدي : وأخيرتاعبد المطلب قال يومئذ :
الحمد للّه الذي أعطاني . . . هذا الغلام الطّيب الأردان
قد ساد في المهد على الغلمان . . . أعيذه بالبيت ذي الأركان
حتى أراه بالغ البنيان . . . اعيذه من شرّ ذي شنان
من حاسدٍ مضطرب العنان
وقال القرطبي : وقال أبو طالب : كنت تلك الليلة التي ولد فيها محمد في الكعبة أصلح فيها ما تهدم منها فلما انتصف الليل ، إذا انا بالبيت الحرام قد مال بجوانبه الأربعة ، فخر ساجداً في مقام إبراهيم عيلان لسلام ، كالرجل الساجد ، ثم استوى قائما وانا أسمع له تكبيراً عجيباً ينادي : الله أكبر الله رب محمد المصطفى الأن طهرني

الصفحة 50