كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 16)

"""""" صفحة رقم 53 """"""
وخاتِما " ، وفيه من قول النبي ( صلى الله عليه وسلم ) فاتحا وخاتما وقدم الصدق ؛ قال الله تعالى : " وَبَشِّر الذيِنَ آمَنُو ان الَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِندَ رَبِّهِم " ؛ قال قتادة والحسن وزيد بن أسلم : قدم صدق هو محمد ( صلى الله عليه وسلم ) ؛ والعروة الوثقى قيل : محمد ، وقيل : القران ؛ والهادي ، لقوله تعالى : " وَانكَ لتَهَدى إلى صِراطٍ مُسْتَقِيم " .
ذكر ما جاء في تسميته محمداً وأحمد ومن تسمى بمحمد قبله ( صلى الله عليه وسلم ) من العرب ، واشتقاق ذلك
أما اشتقاق هذه التسمية ، فمحمد اسمٌ علم ، وهو منقول من صفة من قولهم : رجلٌ محمد ؛ وهو الكثير الخصال المحمودة ؛ والمحمد في لغة العرب : هو الذي يحمد حمداً بعد حمد مرةً بعد مرة . قال السهيلي : لم يكن محمد حتى كان أحمد حمد ربه فنبأه وشرفه ؛ فلذلك تقدم اسم أحمد على الاسم الذي هو محمد فذكره عيسى عيلان لسلام باسمه أحمد .
وهو ( صلى الله عليه وسلم ) أول من سمى بأحمد ، ولم يسم به أحد قبله من سائر الناس ؛ وفي هذا حكمة عظيمة باهرة ؛ لأن عيسى عيلان لسلام قال : ومبشراً برسولٍ يأتي من بعدي اسمه أحمد ، فمنع الله تعالى بحكمتهايسمى أحدٌ به ولا يدعى به مدعوٌ قبله ، حتى لا يدخل لبس على ضعيف القلب .
وأما محمد ، فا الله تعالى حمىايسمى به أحدٌ من العرب ، ولا من غيرهم إلىاشاع قبل وجوده وميلاده ( صلى الله عليه وسلم ) : انبياً يبعث اسمه محمد قد قرب إبا مولده ، فسمى قوم من العرب أبناءهم . قال أبو جعفر محمد بن حبيب : وهم ستة لا سابع لهم : محمد بن سفيا بن مجاشع جد الفرزدق الشاعر ، وهو أول من سمى محمدا ومحمد بن أحيحة

الصفحة 53