كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 16)

"""""" صفحة رقم 57 """"""
وهي جارية أبي لهب ، أرضعته بلبن ابنها مسروح أياماً قبلاتقدم حليمة السعدية ، وكانت قد أرضعت قبله عمه حمزة بن عبد المطلب ، وأرضعت بعده أبا سلمة بن عبد الله بن عبد الأسد المخزومي ؛ وكا رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يصلها وهو بمكة ، وكانت خديجة تكرمها وهي يومئذ مملوكة ، وطلبت إلى أبي لهباتبتاعها منه لتعتقها فأبى أبو لهب ، فلما هاجر رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) إلى المدينة أعتقها أبو لهب ، وكا رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يبعث إليها بصلةٍ وكسوة ، حتى جاء خبرها انها قد ماتت سنة سبع عند مرجعه من خيبر ، فقال : ما فعل ابنها مسروح ؟ فقيل : مات قبلها ولم يبق من قرابتها أحد .
ثم أرضعته حليمة بنت أبي ذؤيب ، وأبو ذؤيب عبد الله بن الحارث بن شجنة ، ابن جابر بن رزام بن ناصرة بن فصية بن نصر بن سعد بن بكر بن هوازن ابن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلأن بن مضر ؛ واسم أبيه الذي أرضعه : الحارث بن عبد العزى بن رفاعة بن ملأن بن ناصرة ؛ ويقال هلال بن ناصرة بن فصية بن نصر بن سعد بن بكر بن هوازن .
وإخوته من الرضاعة منها : عبد الله بن الحارث ، وانيسة بنت الحارث ، وحذافة بنت الحارث وهي الشيماء ، وكانت الشيماء تحضن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) مع أمها .
قال أبو عبد الله محمد بن إسحاق كانت حليمة بنت أبي ذؤيب تحدث انها خرجت من بلدها مع زوجها وابنٍ لها ترضعه في نسوة من بني سعد بن بكر تلتمس الرضعاء قال الواقدي : انهن كن عشرا قالت : في سنة شهباء لم تبق شيئا فخرجت على أتا لي قمراء معنا شارف لنا والله ما تبص بقطرة ، وما تنام لنا ليلتنا أجمع مع صبينا الذي معي من بكائه من الجوع ، ما في ثديي ما يغنيه ، وما في

الصفحة 57