كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 16)

"""""" صفحة رقم 61 """"""
قال محمد بن إسحاق : وحدثني بعض أهل العلمامما هاج أمه السعدية على رده إلى أمه ، مع ما ذكرت لأمه مما أخبرتها عنه ، انفراً من الحبشة نصارى رأوه معها حين رجعت به بعد فطامه ، فنظروا إليه وسألوها عنه وقلبوه ثم قالوا لها : لأخذت هذا الغلام فلنذهبن به إلى ملكا وبلدنا فا هذا غلام كائن له شا نحن نعرف أمره ، فلم تكد تنفلت به منهم .
ونقل محمد بن سعد : اآمنة أم النبي ( صلى الله عليه وسلم ) لما دفعته لحليمة السعدية قالت لها : احفي ابني ، وأخبرتها بما رأت ، فمر بها اليهود فقالت : ألا تحدثوني عن ابني هذا ؟ فاني حملته كذا ورأيت كذا كما وصفت آمنة ، فقال بعضهم لبعض : اقتلوه ثم قالوا : أيتيم هو ؟ فقالت : لا هذا أبوه وانا أمه ، فقالوا : لو كان يتيماً لقتلناه ، قالت : فذهبت به .
وحضنته ( صلى الله عليه وسلم ) أم أيمن بركة الحبشية حتى كبر ، فأعتقها وزوجها زيد بن حارثة ، فولدت له أسامة بن زيد ؛ وكا رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ورثها من أبيه . والله أعلم .
ذكر وفاة آمنة بنت وهب أم رسول الله ( صلى الله عليه وسلم )
قال الواقدي وغيره من أهل العلم : كان رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) مع أمه آمنة بنت وهب ، فلما بلغت سنه ست سنين خرجت به إلى أخواله بني عدي بن النجار بالمدينة تزورهم به ، ومعه أم أيمن تحضنه ، وهم على بعيرين ، فنزلت به في دار النابغة ، فأقامت به

الصفحة 61