كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 16)

"""""" صفحة رقم 63 """"""
وسنذكراشاء الله خبر سيف بن ذي يزن مع عبد المطلب ، وما بشره من أمر النبي ( صلى الله عليه وسلم ) .
قالوا : وكا عبد المطلب لا يأكل طعاماً إلا قال : علي بأبني فيؤتي به إليه فلما بلغ رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ثماني سنين ، هلك عبد المطلب بن هاشم ؛ ولما حضرته الوفاة أوصى ابنه أبا طالب بحفظه وكفالته ؛ وكانت وفاة عبد المطلب ابن هاشم لثما مضين من عمر رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بالحجون ، وهو يومئذ ابن اثنتين وثمانين سنة ، وقيل ابن مائة وعشر سنين حكاه السهيلي ؛ قال : وهو أول من خضب بالسواد من العرب .
قال ابن قتيبة : انه كبر وعمى ، وكا يرفع من مائدته للطير والوحوش في رؤوس الجبال ، ويقال له الفياض لجوده ، ومطعم طير السماء . قال ابن الأثير : وهو أول من تحنث بحراء ، فكان إذا دخل شهر رمضا صعد حراء وأطعم المساكين . وسئل رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : أتذكر موت عبد المطلب ؟ قال : نعم . انا يومئذ ابن ثماني سنين ، قالت أم أيمن : رأيت رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يومئذ يبكي خلف سرير عبد المطلب .
قال : ولما هلك عبد المطلب ولى زمزم والسقاية عليها بعده ابنه العباس بن عبد المطلب ، وهو يومئذ من أحدث إخوته سنا فلم تزل إليه حتى قام الإسلام وهي بيده ،

الصفحة 63