كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 16)

"""""" صفحة رقم 67 """"""
الفضول قال محمد بن عمر بن واقد بسند يرفعه إلى حكيم بن حزام : كان حلف الفضول منصرف قريش من حرب الفجار ، ورسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يومئذٍ ابن عشرين سنة ، وكا الفجار في شوال ، وهذا الحلف في ذي القعدة ، وكا أشرف حلفٍ كان قط ، وأول من دعا إليه الزبير بن عبد المطلب ، فاجتمعت بنو هاشم وزهرة ، وبنو أسد بن عبد العزى وبنو تيم في دار عبد الله بن جدعان ، فصنع لهم طعاما فتعاقدوا وتعاهدوا بالله ليكونن مع المظلوم حتى يؤدي إليه حقه ما بل بحرٌ صوفة ، فسمت قريشٌ ذلك الحلف حلف الفضول .
وقال ابن هشام : تعاقدوا وتعاهدوا على ألا يجدوا بمكة مظلوماً من أهلها وغيرهم ممن دخلها من سائر الناس إلا قاموا معه ؛ وكانوا على من ظلمه حتى ترد عليه مظلمته .
وعن جبير بن مطعم ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : ما أحبالي بحلفٍ حضرته في دار ابن جدعا حمر النعم واني أغدر به ؛ هاشمٌ وزهرة وتيم تحالفو ان ايكونوا مع المظلوم ما بل بحرٌ صوفة ، ولو دعيت به لأجبت ، وهو حلف الفضول .
قال الواقدي : ولا نعلم أحداً سبق بني هاشم بهذا الحلف . وحكى أبو الفرج الأصفهاني في سبب تسمية هذا الحلف حلف الفضول : اقوماً من قريش قالوا في هذا الحلف : هذا والله فضل من الحلف . فسمي حلف الفضول ، قال : وقال آخرون : تحالفوا على مثل حلفٍ تحالف عليه قوم من جرهم في هذا الأمر لا يقرون ظلماً ببطن مكة إلا غيروه ؛ وأسماؤهم : الفضل بن شراعة . والفضل بن قضاعة ، والفضل بن سماعة .

الصفحة 67