كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 16)

"""""" صفحة رقم 68 """"""
وروى أيضاً بسنده إلى أبي إسحاق بن الفضل قال : انما سمت قريش هذا الحلف حلف الفضول لأن نفراً من جرهم يقال لهم الفضل والفضال والفضيل تحالفوا على مثل ما تحالفت عليه قريش ، قال : وقال الواقدي : والصحيحاقوماً من جرهم يقال لهم فضل وفضالة وفضال ومفضل تحالفوا على مثل هذا فلما تحالفت قريشٌ بهذا الحلف سموه بذلك . والله الموفق للصواب .
ذكر خروج رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) إلى الشام المرة الثانية في التجارة وحديث نسطور
قال : ولما بلغ رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) خمساً وعشرين سنة قال له عمه أبو طالب : انا رجل لا مال لي ، وقد اشتد الزما علينا وهذه عير قومك قد حضر خروجها إلى الشام ، وخديجة بنت خويلد تبعث رجالاً من قومك في عيراتها فلو جئتها فعرضت نفسك عليها لأسرعت إليك ؛ وبلغ خديجة ذلك ، فأرسلت إليه تقول : انا أعطيك ضعف ما أعطي رجلاً من قومك ، فقال أبو طالب : هذا رزق ساقه الله إليك ، فخرج رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ومعه ميسرة غلام خديجة ، وجعل عمومته يوصون به أهل العير ، فساروا حتى قدموا بصرى ، فنزلا في ظل شجرة ، فقال نسطوراً الراهب : ما نزل تحت هذه الشجرة قط إلا نبي . ثم سأل ميسرة عن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فقال : أفي عينيه حمرة ؟ قال : نعم لا تفارقه ؛ قال : هو نبي ، وهو آخر الأنبياء ؛ ثم باع رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) سلعةً فوقع بينه وبين رجل تلاحٍ ، فقال له : احلف باللات والعزى ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : ما حلفت بهما قط ، واني لأمر فأعرض عنهما فقال الرجل القول قولمك ، ثم قال لميسرة : هذا والله نبي تجده أحبارنا منعوتاً في كتبهم ؛ وكا ميسرة إذا كانت

الصفحة 68