كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 16)

"""""" صفحة رقم 69 """"""
الهاجرة واشتد الحريري ملكين يظلأن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) من الشمس ، فوعى ذلك كله ، وباعوا تجارتهم ، وربحوا ضعف ما كانوا يربحون ؛ فلما رجعوا وكانوا بمر الظهرا قال ميسرة : يا محمد ؟ انطلق إلى خديجة فأخبرها بما صنع الله على وجهك ، فانها تعرف لك ذلك ، فتقدم رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) حتى دخل مكة في ساعة الظهيرة وخديجة في علية لها فرأت رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وهو على بعيره ، وملكا يظلأن عيه ، فأرته نساءها فعجبن لذلك ، ودخل رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) عليها فخبرها بما ربحوا في وجههم ذلك ، فسرت به ، فلما دخل ميسرة عليها أخبرته بما رأت ، فقال : قد رأيت هذا مذ خرجنا من الشام ، وأخبرها بما قال نسطورا وبما قال الآخر الذي حالفه في البيع ، وقدم رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بتجارتها فربحت ضعف ما كانت تربح ، وأضعفت له ما سمت له . والله المعين .
ذكر تزويج رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) خديجة بنت خويلد
قال الواقدي بسندٍ يرفعه إلى نفيسة بنت منية ؛ قالت : كانت خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي امرأةً حازمة جلدة شريفة لبيبة ؛ وهي يومئذ أوسط قريش نسبا وأعظمهم شرفا وأكثرهم مالأن وكل قومها كان حريصاً على نكاحها لو قدر على ذلك ، قد طلبوها وبذلوا لها الأموال ؛ فأرسلتني دسيساً إلى محمد بعدارجع في عيرها من الشام ، فقلت : يا محمد ، ما يمنعكاتتزوج ؟ فقال : ما بيدي ما أتزوج به ، قلت : فا كفيت ذلك ، ودعيت إلى الجمال والمال والشرف والكفاءة ألا تجيب ؟ قال : فمن هي ؟ قلت خديجة ، قال : وكيف لي بذلك ؟ قلت علي ، فانا أفعل ، فذهبت فأخبرتها فأرسلت إليه : ان أئت لساعة كذا وكذا وأرسلت إلى عمها عمرو بن أسد ليزوجها . وقيل : انها أرسلت إلى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم )

الصفحة 69