كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 16)

"""""" صفحة رقم 70 """"""
تقول : يا بن العم اني قد رغبت فيك لقرابتك مني ، وشرفك في قومك ، وسطتك وأمانتك عندهم ، وحسن خلقك وصدق حديثك ؛ ثم عرضت نفسها عليه ، فذكر رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ذلك لأعمامه ، فخرج معه حمزة ابن عبد المطلب حتى دخل على خويلد بن أسد ، وقيل : بل عمرو بن خويلد بن أسد ، وقيل : بل عمرو بن أمية عمها وكا شيخاً كبيراً وهو الصحيح ، فخطبها إليه . قيل : وحضر أبو طالب ورؤساء مضر ، فخطب أبو طالب فقال : الحمد لله الذي جعلنا من ذرية إبراهيم ، وزرع إسماعيل ، وضئضئ معد ، وعنصر مضر ، وجعلنا حضنة بيته ، وسواس حرمه ، وجعل لنا بيتاً محجوجا وحرماً آمنا وجعلنا الحكام على الناس ؛ ثم ان ابن أخي هذا محمد بن عبد الله ، لا يوزن به رجل إلا رجح به ، فا كان في المال قلٌ فا المال ظل زائل ، وأمر حائل ، ومحمد من قدم عرفتم قرابته ؛ وقد خطب خديجة بنت خويلد ، وبذل لها من الصداق ما آجله وعاجله من مالي كذا وهو والله بعد هذا له نبأ عظيم ، وخطب جليل . فتزوجها ( صلى الله عليه وسلم ) وهو ابن خمس وعشرين سنة وشهرين وعشرة أيام ، وخديجة يومئذ بنت ثما وعشرين سنة ، وقيل : بنت أربعين سنة ، وأصدقها ( صلى الله عليه وسلم ) اثنتي عشرة أوقية ونشاً ذهبا الأوقية أربعون ، والنش عشرون ، فذلك خمسمائة درهم .
وروى ابن هشام : انه أصدقها ( صلى الله عليه وسلم ) عشرين بكرة .
ذكر حضور رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) هدم الكعبة وبناءها
قالوا : ولما بلغ رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) خمساً وثلاثين سنة شهد هدم الكعبة وبناءها وتراضت قريش بحكمه فيها ؛ وكا سبب هدم الكعبة وبنائها ما روى عن ابن عباس ، ومحمد بن جبير بن مطعم ، قالا : كانت الجروف مطلة على مكة ، وكا السيل يدخل من أعلاها حتى يدخل البيت فانصدع ، فخافو ان اينهدم ، وسرق منه حليه وغزال

الصفحة 70