كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 16)

"""""" صفحة رقم 71 """"""
من ذهب كان عليه درٌ وجوهر .
قال محمد بن إسحاق : وكا كنز الكعبة في بئرٍ في جوفها فوجد عند دويك مولىً لبني مليح بن عمرو من خزاعة . قال ابن هشام : فقطعت قريش يده ، وزعمت قريش ان الذين سرقوه وضعوه عند دويك .
وكانت الكعبة فوق القامة ، فأرادوا رفعها وتسقيفها وكانوا يهمون بذلك ويهابون هدمها فلما سرق الكنز حملهم ذلك على هدمها وبنائها ؛ قال : وكا البحر قد رمى بسفينةٍ إلى جدة لرجل من تجار الروم فتحطمت . قال الواقدي : كان رأس أصحاب السفينة رجلاً رومياً اسمه باقوم ، فحجتها الريح إلى الشعيبة ، وكانت مرفأ السفن قبل جدة فتحطمت ؛ فخرج الوليد بن المغيرة في نفر من قريش فابتاعوا خشبها وقدم معهم باقوم الرومي .
قال ابن إسحاق : فأعدوا الخشب لتسقيفها وكا بمكة رجل قبطي نجار ، فتهيأ لهم في انفسهم بعض ما يصلحها ؛ وكانت حيةٌ تخرج من بئر الكعبة التي كان يطرح فيها ما يهدى لها فتتشرق كل يوم على جدار الكعبة ، ولا يدنو منها أحد إلا احزألت أي رفعت رأسها وكشت وفتحت فاها فكانوا يهابونها ؛ فبينا هي يوماً تتشرق بعث الله طائراً فاختطفها فذهب بها فقالت قريش : انا لنرجوايكون الله قد رضي ما أردنا ؛ عندنا عاملٌ رفيق ، وعندنا خشب ، وقد كفانا الله عز وجل الحية .
فلما أجمعوا أمرهم على هدمها وبنائها قام أبو وهب بن عمرو بن عائذ بن عمرا بن مخزوم ، وهو خال أبي رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، فتناول من الكعبة حجرا فوثب من يده حتى رجع إلى موضعه ، فقال : يا معشر قريش ، لا تدخلوا في بنائها من كسبكم إلا

الصفحة 71