كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 16)

"""""" صفحة رقم 72 """"""
طيبا لا يدخل فيها مهر بغي ، ولا بيع ربا ولا مظلمة أحد من الناس . ويقال ان الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم هو الذي قال هذا القول .
قال الواقدي : فأمروا بجمع الحجارة ، وببناء الكعبة منها ؛ فبينا رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ينقل معهم ، وكانوا يضعون أزرهم على عواتقهم ويحملون الحجارة ، ففعل ذلك رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فلبط به : أي سقط من قيام ، ونودي : عورتك فكان ذلك أول ما نودي ، فقال له أبو طالب ، يا بن أخي اجعل إزارك على رأسك ، فقال : ما أصابني ما أصابني إلا من التعري ؛ فما رؤيت لرسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) عورةٌ بعد ذلك .
قال ابن إسحاق : ثماقريشاً جزأت الكعبة ، فكان شق الباب لبني عبد مناف وزهرة ، وكا ما بين الركن الأسود والركن اليماني لبني مخزوم وقبائل من قريش انضموا إليهم ، وكا ظهر الكعبة لبني جمح وسهم ، وكا شق الحجر لبني عبد الدار ابن قصي وبني أسد بن عبد العزى وبني عدي بن كعب ، وهو الحطيم .
وقال الواقدي : وقع لبني عبد مناف وزهرة وجه البيت ، وهو ما بين الركن الأسود إلى ركن الحجر ، ووقع لبني أسد بن عبد العزى وبني عبد الدار ما بين ركن الحجر إلى ركن الحجر الآخر ، ووقع لتيم ومخزوم ما بين ركن الحجر إلى الركن اليماني ، ووقع لسهم وجمح وعدي عامر بن لؤي ما بين الركن إلى الركن الأسود .
قال ابن إسحاق : ثم ان الناس هابوا هدمها وفرقوا منه ، فقال الوليد بن المغيرة : انا أبدأكم في هدمها فأخذ المعول ؛ ثم قام عليها وهو يقول : اللهم لم ترع ، ويقال : لم نزع ، اللهم انا لا نريد إلا الخير ؛ ثم هدم من ناحية الركنين ، فتربص الناس به تلك الليلة ، وقالوا : ننظر ، فا أصيب لم نهدم منها شيئا ورددناها كما كانت ، وا لم يصبه شيء فقد رضي الله ما صنعنا فنهدم ، فأصبح الوليد من ليلته غادياً على عمله ، فهدم وهدم الناس معه حتى انتهى الهدم بهم إلى أساس إبراهيم عيلان لسلام ، فأفضوا إلى حجارة خضر كالأسنة آخذٍ بعضها بعضا فأدخل رجل من

الصفحة 72