كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 16)

"""""" صفحة رقم 73 """"""
قريش عتلة بين حجرين منها ليقلع بها أحدهما فلما تحرك الحجر تنقضت مكة بأسرها فانتهوا عن ذلك الأساس .
قال : ثم ان القبائل جمعت الحجارة لبنائها كل قبيلة تجمع على حدة ، وبنوا حتى بلغ البنيا موضع الركن . والله المستعان .
ذكر اختلاف قريش في رفع الركن وتراضيهم بالنبي ( صلى الله عليه وسلم ) وخبر النجدي
قال ابن إسحاق : ولما بلغ البنيان إلى موضع الركن اختصموا فيه ، كل قبيلة تريداترفعه إلى موضعه دون الأخرى ، حتى تحاوزوا وتخالفوا واعتدوا للقتال ، فقربت بنو عبد الدار جفنةً مملوءة دما ثم تعاقدوا هم وبنو عدي بن كعب ابن لؤي على الموت ، وأدخلوا أيديهم في ذلك الدم ، فسموا لعقة الدم ؛ فمكثت قريش على ذلك أربع ليال أو خمسا ثم اجتمعوا في المسجد فتشاوروا وتناصفوا فقال أبو أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم ، وكا إذ ذاك أسن قريش كلها : يا معشر قريش اجعلوا بينكم فيما تختلفون فيه أول داخل يدخل ؛ فدخل رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، فلما رأوه قالوا : هذا الأمين ، هذا محمد ، رضينا به ؛ فلما انتهى إليهم وأخبروه الخبر ، قال ( صلى الله عليه وسلم ) : هلم إلي ثوباً فأتي به ، وقيل : بل بسط رداءه في الأرض ، وأخذ الركن فوضعه فيه بيده ، ثم قال : ليأت من كل ربع من أرباع قريش رجل ، فكان من ربع بني عبد مناف عتبة بن ربيعة ، وفي الربع الثاني أبو زمعة ، والربع الثالث أبو حذيفة بن المغيرة ، والربع الرابع قيس بن عدي .
هكذا نقل الواقدي ، ثم قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : ليأخذ كل رجل منكم بزاوية من زوايا الثوب ثم ارفعوه جميعاً ففعلوا ثم وضعه رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بيده في موضعه ، فذهب رجل من أهل نجد ليناول النبي ( صلى الله عليه وسلم ) حجراً يسد به الركن ، فقال العباس بن عبد

الصفحة 73