كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 16)

"""""" صفحة رقم 74 """"""
المطلب : لا . ونحاه ، ونازل العباس رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) حجرا فشد به الركن ، فغضب النجدي حين نحى ، فقال النبي ( صلى الله عليه وسلم ) : انه ليس يبني معنا في البيت إلا منا ؛ فقال النجدي : يا عجباً لقوم أهل شرف ، وعقول ، وسنٍ ، وأموال ، عمدوا إلى أصغرهم سنا وأقلهم مالأن فرأسوه عليهم في مكرمتهم وجودهم كانهم خدم له ، أما والله ليفرقنهم شيعا وليقسمن بينهم حظوظاً وجدوداً . ويقال ان النجدي إبليس لعنه الله . فقال أبو طالب :
ا لنا أوله وآخره . . . في الحكم والعدل الذي لا ننكره
وقد جهدنا جهده لنعمره . . . وقد عمرنا خيره وأكثره
فا يكن حقاً ففينا أوفره
قال : ثم بنوا حتى انتهوا إلى موضع الخشب ، وكا خمسة عشر جائزاً سقفوا البيت عليه ، وبنوه على ستة أعمدة ، وأخرجوا الحجر من البيت ، قالت عائشة رضي الله عنها : قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم )اقومك استقصروا في بنيا الكعبة ، ولولا حداثة عهدهم بالشرك أعدت فيه ما تركوا منه ، فا بدا لقومك من بعديايبنوه ، فهلم أريك ما تركوا منه ، فأراها قريباً من سبعة أذرع في الحجر ، وقال ( صلى الله عليه وسلم ) : ولجعلت لها بابين شرقياً وغربيا أتدرين لم كان قومك رفعوا بابها ؟ قالت : لا أدري . قال : تعزز ان الا يدخلها إلا من أرادوا .
قال ابن هشام : وكانت الكعبة على عهد النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ثماني عشرة ذراعا وكانت تكسى القباطي ثم كسيت البرود ، وأول من كساها الديباج الحجاج ابن يوسف .
وحيث انتهينا إلى هذه الغاية من أخبار رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، فلنذكر من بشر به .
ذكر المبشرات برسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) قبل مولده ومبعثه وبعد ذلك
جاءت البشائر برسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) في كتب الله تعالى المنزلة على انبيائه صلوات الله

الصفحة 74