كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 16)

"""""" صفحة رقم 79 """"""
المسيح قتل وصلب بعداعذب ، وما انفرد به علماء اليهود من بهتانهم في الطعن على المسيح ، وما انفرد به علماء النصارى من الدعوة إلى ألوهية المسيح ، فرسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وسلم فند جميعهم . والتفنيد : التخطئة وتقبيح القول والرأي .
قال ابن ظفر : وقرأت في ترجمة أخرى للأنجيل : انه قال البارقليط لا يجيئكم ما لم أذهب ، فغذا جاء وبخ العالم على الخطيئة ، ولا يقول من تلقاء نفسه ، ولكنه ما يسمع يكلمهم به ، ويسوسهم بالحق ، ويخبرهم بالحوادث والغيوب . ورسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) هو الذي وبخ العلماء من أهل الكتاب على كتما الحق ، وتحريف الكلم عن مواضعه ، وبيع الدين بالثمن البخس من عرض الدنيا وهو الذي أخبر بالحوادث والغيوب .
وقال ابن ظفر : والذي صح عندي في معنى البارقليط : انه الحكيم الذي يعرف السر ؛ وقد تقدم ما يدل على انه الرسول .
وأما ما جاء في زبور داود عيلان لسلام مما ترجمه أهل الكتاب ، فمن ذلك قوله : اللهم اجعل جاعل السنة يحيا يعلم الناس انه بشر ؛ ويفهم من هذا : اداود عيلان لسلام أطلعه الله تعالى على ما سيقوله النصارى في المسيح إذا أرسله ، من انه إلهٌ معبود ، فدعا الله سبحانه با يبعث محمداً ( صلى الله عليه وسلم ) فيعلمهم ان المسيح بشر .
وفيه أيضاً مما ترجموه : انه فاضت الرحمة على شفتيك ، من أجل ذلك أبارك عليك ، إلى الأبد ، فتقلد السيفن فا بهاءك وحمدك الغالب ، واركب كلمة الحق ، فا ناموسك وشرائعك مقرونةٌ بهيبة يمينك ؛ والأمم يخرون تحتك ؛ قال : فالذي قرنت شريعته بهيبة يمينه ، وخرت الأمم تحته ، هو رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) .
ومنها وذكر رجلاً فقال : فإذا قام جاز من البحر إلى البحر ، ومن عند الأنهار إلى منقطع البر ، وخر أهل الجزائر قدامه على وجوههم وركبهم ، ولحس أعداؤه التراب لهيبته ، وجاءته الملوك بالقرابين ، ودانت له الأمم بالطاعة ؛ لأنه بخلص الضعيف المغلوب البائس ممن هو أقوى منه ، ويقوى الضعيف الذي لا ناصر له ، ويرحم المساكين ، ويصلي ويبارك عليه في كل وقت ، ويدوم ذكره إلى الأبد .
فهذا في غاية الظهور ان المراد به رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) .
وأما ما ترجموه من كتاب شعيا عيلان لسلام ورضوا ترجمته فقوله : عبدي

الصفحة 79