كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 16)

"""""" صفحة رقم 8 """"""
وقال أبو الربيع بن سالم : ذكر الزبير بن أبي بكر ، ابختنصر لما أمر بغزو بلاد العرب ، وإدخال الجنود عليهم وقتلهم لقتلهم انبياء الله تعالى ، وردهم رسالاتهم ، أمر إرميا بن حلقيا - وكان فيما ذكر نبي بني إسرائيل في ذلك الزمان - بن معد بن عدنان الذي من ولده خاتم النبيين ، واحمله معك إلى الشام ، وتول أمره .
وقال السهيلي : أوحى الله تعالى إلى إرمي ان احمل معد بن عدنان على البراق إلى أرض العراق ، فاني مستخرجٌ من صلبه نبياً اسمه محمد ؛ فحمل معه معد وهو ابن اثنتي عشرة سنة ، وكا مع بني إسرائيل إلىاكبر وتزوج امرأة اسمها معانة . قال أبو الربيع بن سالم : ويقال المحمول عدنان ، والأول أكثر . قال : وفي حديث ابن عباس رضي الله عنهما : ان الله تعالى بعث ملكين فاحتملا معدا فلما رفع الله تعالى بأسه عن العرب ، رداه إلى موضعه من تهامة ، فكان بمكة ونواحيها مع أخواله من جرهم .
وقال الزبير : حدثني على بن المغيرة قال : لما بلغ بنو معد عشرين رجلأن أغاروا على عسكر موسى عيلان لسلام ، فدعا عليهم ثلاث مرات فقال : يا رب ، دعوتك على قوم فلم تجبني فيهم بشيء . قال : يا موسى ، دعوت على قوم فيهم خيرتي في آخر الزمان .
وفي هذه الرواية ما فيها من المنافاة لما تقدم من انه كان مع إرميا ومن قال انه كان على عهد عيسى عيلان لسلام . والله أعلم بالصواب وإليه المرجع . وأما نزار بن معد ، فكنيته أبو إياد ، وقيل أبو ربيعة . ونزار بكسر النون . قال السهيلي : من النزر وهو القليل . وكا أبوه حين ولد له ، ونظر إلى النور بين عينيه ، وهو نور النبوة الذي كان ينتقل في الأصلاب إلى محمد ( صلى الله عليه وسلم ) فرح به فرحاً شديدا ونحر وأطعم وقال : اهذا كله نزر لحق هذا المولود ، فسمى نزاراً لذلك . وأم نزار : معاية بنت جوشم بن جلهمة ، بن عمرو ، بن هلينيه بن دوة ، بن جرهم . قال

الصفحة 8