كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 16)

"""""" صفحة رقم 81 """"""
نبياً في ذلك الزمن دون غيرها فهي عاقر ، وقوله : انطلقي بالتسبيح إشارة إلى عمارتها بأهل ذكر الله ، وقوله : يكون أهلك أكثر من أهلي ، قال : اسلم من التحريف وسوء العبارة فمن زائدة ، والمعنى المسلمين يكونون أكثر أهل طاعة وتوحيده ، وقد أخبر النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ان أمته أكثر أهل الجنة . والآل والأهل يكنى بهما عن الجماعة الخاصة ، قال عبد المطلب بن هاشم :
نحن آل الله في بلدتنا . . . لم نزل آلاً على عهد إرم
ولما روجع أبو بكر الصديق رضي الله عنه في استخلافه عمر بن الخطاب وقيل له : ماذا تقول لربك وقد استخلفت علينا فظاً غليظاً ؟ فقال : أقول تركت على أهلك خير أهلك . والله الفعال .
ومن كتاب شمعون عيلان لسلام مما ترجموه ورضوا ترجمته قوله : جاء الله بالبينات من جبال فاران ، وامتلأت السموات والأرض من تسبيحه وتسبيح أمته . وقد تقدماجبال فارا هي جبال مكة شرفها الله ، ومجيء الله هو مجيء كتابه .
ومن كتاب حزقيل عيلان لسلام مما ترجموه من قصة ذكر فيها ظهور اليهود وعزتهم ، وكفرانهم للنعم ، فشبههم فيها بالكرمة حيث قال : لم تلبث تلك الكرمةاقلعت بالسخطة ، ورمي بها على الأرض ، فأحرقت السمائم أثرها فعند ذلك غرس غرس في البدو ، وفي الأرض المهملة العطشى ، فخرجت من أغصانه الفاضلة نارٌ فأكلت تلك الكرمة حتى لم يوجد فيها قضيب .
قال : فلا شك ان أرض البدو المهملة العطشى هي أرض العرب ، وغرس الله الذي غرسه فيها هو محمد ( صلى الله عليه وسلم ) ، وقد أخزى الله به اليهود والله أعلم .
ومما نقل من كلام خيقوق ، وهو الذي زعمت اليهود انه ادعى النبوة في عهد بختنصر ، وحكوا عنه انه قال : إذا جاءت الأمة الآخرة يسبح بهم صاحب الجمل - أو قال : راكب الجمل - تسبيحاً جديداً في الكنائس الجدد ، فافرحوا وسيروا إلى صهيون بقلوب آمنة ، وأصوات عالية ، بالتسبيحة الجديدة التي أعطاكم الله في الأيام الآخرة ، أمة جديدة بأيديهم سيوف ذوات شفرتين ، فينتقمون من الأمم الكافرة في جميع

الصفحة 81