كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 16)

"""""" صفحة رقم 84 """"""
موسى : بالعدل ربيته ، وبالقسط أخرجته ؛ وعزتي لأستنقذن به أمما من النار ، فتحت الدنيا بإبراهيم ، وختمتها بمحمد ، مثل كتابه الذي يجيء به ، فاعقلوه يا بني إسرائيل مثل السقاء المملوء لبنا يمخض فيخرج زبدا بكتابه أختم الكتب ، وبشريعته أختم الشرائع ، فمن أدركه ولم يؤمن به ولم يدخل في شريعته فهو من الله بريء ، أجعل أمنه يبنون في مشارق الأرض ومغاربها مساجد ، إذا ذكر اسمي فيها ذكر اسم ذلك النبي معي ، لا يزول ذكره من الدنيا حتى نزول .
وأما ما جاء عن كعب الأحبار رحمه الله ، فمن ذلك ما روىاعمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : يا كعب ، أدركت النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ، وقد علمتاموسى بن عمرا تمنىايكون في أيامه فلم تسلم على يده ، ثم ادركته أبا بكر وهو خيرٌ مني فلم تسلم على يده ، ثم أسلمت في أيامي ، فقال : يا أمير المؤمنين ، لا تعجل علي ، فاني كنت أتثبت حتى انظر كيف الأمر ؟ فوجدته كالذي هو في التوراة . قال عمر : كيف هو فهيا ؟ قال : رأيت في التوراةاسيد الخلق ، ولا صفوة من ولد آدم ، يظهر من جبال فارا من منابت القرظ من الوادي المقدس ، فيظهر التوحيد والحق ، ثم ينتقل إلى طيبة ، فتكون حروبه وأيامه بها ثم يقبض فيها ويدفن بها . قال عمرك ثم ماذا يا كعب ؟ قال كعب : ثم يلي بعده الشيخ الصالح . قال عمر : ثم ماذا ؟ قال كعب : ثم يموت متبعاً . قال عمر : ثم ماذا ؟ قال كعب : ثم يلي بعده القرن الحديد - وفي لفظ : مدرع من حديد - قال عمر : وادفراه ثم ماذا ؟ قال كعب : ثم يقتل شهيداً ؛ قال عمر : ثم ماذا ؟ قال كعب : ثم يلي صاحب الحباء والكرم ، قال عمر : ثم ماذا ؟ قال كعب : ثم يقتل مظلوما قال عمر : ثم ماذا ؟ قال كعب : ثم يلي صاحب المحجة البيضاء ، والعدل والسواء ، صاحب الشرف التام ، والعلم الجام ، قال عمر : ثم ماذا ؟ قال كعب : ثم يموت شهيداً سعيدا قال عمر : ثم ماذا ؟ قال كعب : ثم ينتقل الأمر إلى الشام ؛ قال عمر : حسبك يا كعب . ومما جاء عنه ما روى عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما : ارجلاً جاء

الصفحة 84